الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الصحابة رواة الحديث كانوا سبعة فقط

السؤال

قرأت في أحد المواقع أن رجال الحديث والذين ينتهي إليهم السند هم سبعة فقط: أبو هريرة، وعبدالله بن عمر بن الخطاب، وأنس بن مالك، وعائشة بنت الصديق، وعبدالله بن العباس، وجابر بن عبدالله، وأبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنهم وأسكنهم فسيح جناته ـ فهل هذا صحيح، أي أن كل حديث سواء أكان صحيحا أو ضعيفا أو موضوعا ينتهي إسناده وصولاً إلى المصدر ـ والذي هو الرسول عليه الصلاة والسلام ـ عند أحد هؤلاء السبعة فقط؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الكلام غلط بلا شك، بل الصحابة الذين رووا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عدد كبير وجمع غفير، وكل حديث رواه صحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان إسناده إلى الصحابي صحيحا وجب قبوله, ولا تقتصر الرواية على هؤلاء السبعة وإن كانوا من المعروفين بكثرة الرواية وبخاصة أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ فإنه أكثر الصحابة رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولعل المراد مما قرأته هو هذا وأن هؤلاء المذكورين من أكثر الصحابة رواية للحديث لا أن رواية الحديث تنحصر فيهم، فإن هذا لا يقول به عالم، قال ابن الملقن في المقنع: وَقَالَ أَحْمد ـ رَضِي الله عَنهُ ـ أَيْضا: سِتَّة من الصَّحَابَة أَكْثرُوا الرِّوَايَة وعُمِّروا, أَبُو هُرَيْرَة وَابْن عمر وَعَائِشَة وَجَابِر بن عبد الله وَابْن عَبَّاس وَأنس, وَأَبُو هُرَيْرَة أَكْثَرهم حَدِيثا وَحمل عَنهُ الثِّقَات. انتهى.

وقال الشيخ محمد أبو شهبة ـ رحمه الله: لم يكن الصحابة في الرواية سواء, فمنهم المقل ومنهم المكثر، وأكثرهم رواية سبع، منهم من زادت مروياته عن الألفين، ومنهم من كانت مروياته دون الألفين وفوق الألف وقد نظمهم بعضهم بقوله:

سبع من الصحب فوق الألف قد نقلوا * من الحديث عن المختار خير مضر

أبو هريرة سعد جابر أنس صديقة وابن عباس كذا ابن عمر.

وإليك أسماءهم على ترتيبهم الأكثر فالأكثر:

أبو هريرة: روى خمسة آلاف وثلثمائة وأربعة وسبعين حديثًا:5374.

عبد الله بن عمر: روى ألفين وستمائة وثلاثين حديثًا:2630.

أنس بن مالك: روى ألفين ومائتين وستًا وثمانين حديثًا: 2286.

عائشة: روت ألفين ومائتين وعشرة أحاديث:2210.

ابن عباس: روى ألفًا وستمائة وستين حديثًا: 1660.

جابر بن عبد الله: روى ألفا وخمسمائة وأربعين حديثًا: 1540.

أبو سعيد الخدري: روى ألفا ومائة وسبعين حديثًا: 1170.

ويلي هؤلاء في الكثرة:

عبد الله بن مسعود, فقد روى ثمانمائة وثمانية وأربعين حديثًا.

عبد الله بن عمرو بن العاص روى سبعمائة حديث.

وقد اعتمد العلماء في ذلك على ما ذكره أبو الفرج بن الجوزي في كتابه: تلقيح فهوم أهل الأثر ـ وقد اعتمد ابن الجوزي في عدده على ما وقع لكل صحابي في مسند الإمام الجليل بقي بن مخلد الأندلسي المتوفى سنة 276هـ, فقد ذكر في كتابه أصحاب الألوف يعني من روى عنه أكثر من ألفي حديث، ثم أصحاب الألف يعني من روى فوق الألف ودون الألفين، ثم أصحاب المئين يعني من روى أكثر من مائة وأقل من ألف، وهكذا إلى أن ذكر من روي عنه حديثان ثم من روي عنه حديث واحد، وبه يتبين لك أن هؤلاء السبعة اختصوا بكثرة الرواية لا أنهم هم من تنحصر فيهم رواية الحديث.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني