الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكرار الاستخارة ليس له حد معين

السؤال

لدي عرض عمل مقدم لي من شركة مبيعات ـ غير تخصصي ـ وأنا أعمل بشركة منذ 10 سنين، ولكن لا تطور فيها والوضع أصبح فيها غير مريح، وهذا العرض الوحيد المقدم لي في الوقت الحالي، والعرض المقدم أقل ماديا من العمل الحالي ومميزاته أقل ولكن فيه تطور في المستقبل إن أفلحت فيه، وأنا متخوف من ترك عملي والإقدام عليه بالإضافة إلى أنني لا أعلم إن كنت سأنجح في مجال المبيعات، ومنذ حوالي الشهر وإلى الآن وأنا أصلي صلاة الاستخارة ويجب أن آخذ قرارا بالقبول أو الرفض قبل نهاية الأسبوع، وقد تمت زيادة الراتب في العرض مرتين وفي كل مرة أرفض أن تتم زيادته إلى أن وصلوا إلى العرض الحالي ومازال غير مناسب لي ماديا، وسؤالي: هل أستمر في الإقدام على العمل وأقدم استقالتي من عملي الحالي وإن كان العرض المادي أقل وغير مناسب لي؟ أم هذه إشارة للاستخارهة التي قمت بها بأن أرفض العرض حيث إنه غير مناسب لي؟ أفيدوني أفادكم الله، فأنا في حيرة من أمري وهم كبير لم أعد أحتمله، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فصلاة الاستخارة ودعاؤها يقتضيان أن العبد يكل الخيرة في أمره إلى الله ليختار له خير الأمرين ويصرفه عن شرها، لأن العبد ضعيف ولا يعلم كنه الأمور ولا عواقبها وقد يحرص على ما يراه خيرا له وهو شر له وينفر عما يراه شرا له وهو خير له، كما قال سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.

وتكرار الاستخارة ليس له حد معين وقد ذهب الجمهور من الحنفية والمالكية إلى استحباب تكرار صلاة الاستخارة، لكون ذلك نوعاً من الإلحاح الذي يحبه الله سبحانه وتعالى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دعا دعا ثلاثاً، وإذا سأل سأل ثلاثاً. رواه مسلم.

ولأن صلاة الاستخارة وما يتبعها من دعاء، إنما شرعت طلباً للخيرة منه سبحانه، فإذا لم يحصل للمستخير انشراح وطمأنينة فيما استخار الله فيه، كرر ذلك حتى يحصل له الانشراح والطمأنينة، وقد صرح الشافعية بذلك ولم يحصروها بعدد، وما استخرت الله تعالى فيه سييسر لك ما فيه الخير لك من البقاء في عملك أوالانتقال إلي غيره، وقد تكون علامة الاستخارة انشراح الصدر للأمر وقد لايكون، فليباشرالمستخير أمره وليطمئن في قرارة نفسه إلى ما سيقدره له ربه، وبناء عليه فلو بقيت في عملك الذي أنت فيه فهو خير لك ولو عزمت على الانتقال إلى الثاني فهو خير لك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني