الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

المعلوم أن على الظالم التوبة والاستغفار من ظلمه، هل هناك أدعية معينة للاستغفار من الظلم وهل إذا جرح شخص شخصا آخر سواء بالفعل أو بالقول وكان الأول على باطل فإنه يكون ظالما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الظلم ظلمات يوم القيامة -كما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم- فإذا تاب الإنسان من ظلمه فإنه يشترط لصحة هذه التوبة وقبولها ما ذكره العلماء.
قال الإمام النووي : التوبة واجبة من كل ذنب، فإذا كانت المعصية بين العبد وربه لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط:
أولها: الإقلاع عن المعصية.
الثاني: الندم على فعل المعصية.
والثالث: العزم ألا يعود إليها فيما بقي من عمره.
وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي -بظلمه أو غيبته مثلاً- فشروط صحتها وقبولها أربعة: الثلاثة المذكورة ، والرابع : أن يبرأ من حق صاحبها، فإن كان مالاً رده إليه، وإن كان قذفه أو نحو ذلك مكنه من الحدّ أو طلب منه العفو حتى يرضى، وإن كان غيبة استحله منها.. وإن تعذر الوصول إليه أو خاف أن تزداد العلاقة بينهما سوءا فإنه يكثر له من الدعاء بظهر الغيب، فإذا توفرت تلك الشروط صحت التوبة إن شاء الله وليس هناك دعاء معين يدعو به التائب، ولكن مما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء قوله -كما في الصحيحن: اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطيئتي وعمدي، كل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير.
وفيما يخص بتجريح الظالم فإن كان من المظلوم فجائز بشرطين:
الأول: ألا يتجاوز ما فعل له أو ما قيل له.
الثاني: ألا يخشى أن يجر أخذه لحقه مباشرة إلى إثارة فتنة أكبر،
وإن لم يفعل فهو خير له، قال تعالى:لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ [النساء:148]، قال المفسرون: يباح له أن يجهر بالدعاء على ظالمه، وأن يذكره بما فيه من السوء، وقيل: معناه لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد؛ إلا أن يكون مظلوماً.
أما إذا كان الشخص غير مظلوم فلا يجوز له أن يؤذي غيره بقول ولا فعل؛ إلا إذا كان صاحب سلطة يريد ردع الظالم أو من باب : انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" فقال رجل يا رسول الله: أنصره إذا كان مظلوماً أريت إن كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فذلك نصره. رواه البخاري .
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني