الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع تشقير بعض شعرات الحواجب

السؤال

حواجبي بفضل الله ليست سيئة، بل شكلها جميل والحمد لله، ولكن هناك بعض الشعيرات الصغيرة التي أريد أن أشقرها، فهل يجوز هذا؟ لأنني رأيت آراء متضادة في ذلك، وأيضاً أخشى إن فعلت ذلك أن تظن بي أخت من الأخوات أنني نامصة لحواجبي ثم تقلدني، وأيضاً أخشى أن تفعل مثلي أي واحدة وتفتن الشباب، فأنا منتقبة ولن أظهر حواجبي ـ بإذن الله ـ إلا للنساء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن تشقير الحواجب إذا كان القصد منه صبغها باللون الأشقر لا حرج فيه، وانظري الفتويين رقم: 292، ورقم: 15540.

وما دام هذا الفعل حلالا فإنه لا حرج عليك في فعله، ولكن ترك الحلال مخافة الوقوع في الحرام فضيلة، وهو من الورع المحمود، قال ابن جزي المالكي في القوانين الفقهية: والورع على ثلاث درجات، ورع عن الحرام وهو واجب، وورع عن الشبهات وهو متأكد وإن لم يجب، وورع عن الحلال مخافة الوقوع في الحرام وهو فضيلة، وهو ترك ما لا بأس به حذرا مما به البأس.

وقد ورد فيه حديث ضعيف، كما قال الألباني: لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس. رواه الترمذي وغيره.

وعلى كل حال، فإنه لا حرج عليك ـ إن شاء الله تعالى ـ في تشقير الحواجب، ولا تؤاخذين بما تفعله الأخريات من مخالفة الشرع وفتنة الشباب، فمن تفعل ذلك هي التي تجني على نفسها ويلحقها إثم فعلها، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}.

وإذا تورعت عن ذلك فنرجو أن تكوني مأجورة مشكورة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني