الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل قيام الليل بألف آية أفضل أم الجلوس بعد الفجر لصلاة الضحى

السؤال

هل قيام الليل بألف آية أفضل أم جلسة الضحى بعد الفجر حتى الشروق أيهما أفضل فى الثواب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد :

فالأفضل الجمع بين الأمرين، وإن تعذر الجمع بينهما فإننا لا نجزم بأفضلية أحدهما على الآخر، وكلا الأمرين ورد من طرق كثيرة ، ولكن الفضائل التي وردت في أحاديث القعود في المصلى إلى الشروق قد تكون أكثر من فضائل القراءة بألف آية ، فقد ورد فضل الجلوس في المصلى من حديث أنس وأبي أمامة وعتبة بن عبد وابن عمر وجابر بن سمرة رضي الله عنهم أجمعين ،وانظرها في الترغيب والترهيب للمنذري ، وفضائله متعددة بين مغفرة الخطايا ، وإن كانت مثل زبد البحر ، والانقلاب بأجر حجة وعمرة تامة ، وأفضل من عتق أربعة من ولد إسماعيل.. وفضل القيام بألف آية ورد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي الدرداء وتميم الداري وفضالة بن عبيد ذكر أحاديثهم الدارمي في باب مَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ ، والفضل المترتب عليه في حديثهم جميعا أنه يكتب من المقنطرين ، والمقنطرون المكثرون من الأجر مأخوذ من القنطار وهو المال الكثير يعني من الذين بلغوا في حيازة المثوبات مبلغ المقنطرين في حيازة الأموال كذا قال أهل العلم ، ولا شك أن هذا فضل عظيم إلا أن الفضائل المتعددة الأولى أعظم فيما يظهر .
وننبه إلى أنه ليس المفاضلة هنا بين قيام الليل وصلاة الضحى فإن قيام الليل أفضل لحديث " أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ " رواه مسلم ، وإنما بين القيام - بآلف آية - وبين الجلوس بعد الفجر إلى الشروق وما يصحبه من ذكر وصلاة الضحى .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني