الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يدري عواقب الأمور إلا الله

السؤال

لقد توكلت على الله، واستخرت الله أكثر من مرة، وتقدمت لخطبة فتاة متدينة ومن مستواي الاجتماعي والمادي، وأحسست بأن الله سوف ييسر الموضوع، ولكن بعد ما تعرفت عليها لأول مرة وعلى أسرتها وحدث القبول بيننا، تفاجأت بأنها غير موافقة بسبب الإقامة في مكان بعيد عن أهلها؛ بالرغم من أنهم كانوا يعيشون في هذا المكان من قبل لفترة 20 عاما، ولا أدرى هل هناك خطأ في استخارتي؟ أم ماذا حدث؟ بالرغم أننا كنا متوافقين تماما في أول زيارة تعارف، وأنني تقدمت بعدما كررت صلاة الاستخارة وأحسست بالارتياح، فهل أدعو الله تعالى أن يجمع شملي بها تحديدا؟ أم أبحث عن فتاة أخرى؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت قد استخرت الله، وسألته أن يختار لك ما فيه الخير لك في عاجل أمرك وآجله فلا تحزن على ما فاتك، فإن قبلت الفتاة ورضيت بالزواج ففي ذلك الخير، وإن رفضت وأصرت على رفضها ففي ذلك الخير ولو كان المرء يحرص على غير ذلك، لأنه لا يدري عواقب الأمور، وقد يحرص على ما يراه خيرا وهو شر له، قال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.

وبناء عليه، فمن استخار فليمض فيما استخار فيه وما سيكون فهو خير له، وتكرار الاستخارة لا حرج فيه، كما بينا في الفتوى رقم: 140315.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني