الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى (أرطبون) وحكم التسمية به

السؤال

ما معنى "أرطبون" و هل يجوز التلقّب بألقاب الصحابة الكرام ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كلمة أرطبون كلمة أعجمية، ولم نقف لها على معنى فيما تيسر لنا الاطلاع عليه من معاجم اللغة، وقد تسمى بها أحد قادة الرومان المشهورين بالدهاء والخديعة والمكر.. في الشام أيام الفتوحات الإسلامية في خلافة عمر- رضي الله عنه- كما جاء في البداية والنهاية لابن كثير، وهو الذي قال عنه عمر كلمته الشهيرة عند المؤرخين، وذلك عندما أرسل إليه القائد عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال : قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب، فانظروا عما تنفرج. يقصد بذلك أن كلا القائدين أدهى الرجال في قومه.
ولذلك لا ينبغي للمسلم أن يسمي بهذا الاسم ؛ لأنه من أسماء رموز أعداء الإسلام، ولا يعلم معناه، ويمكن أن يكون له معنى يتنافى مع عقائد الإسلام وآدابه.

وقول عمر "رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب" الظاهر أنه من باب المشاكلة والمقابلة بالجنس فقط، ولا يقصد به تسمية عمرو بهذا الاسم، وأسلوب المشاكلة أسلوب معروف في اللغة مثل قول الله تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ {البقرة:194}، وقوله تعالى : وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا {الشورى:40}.
وانظر ضابط الأسماء المكروهة والممنوعة في الإسلام في الفتوى: 12614 وما أحيل عليه فيها.
وأما التلقب بألقاب الصحابة الكرام والتسمي بأسمائهم فلا شك أنه أفضل وأحسن..
وانظر الفتوى: 123580.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني