الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المدير المخول بالتشغيل هل له أن يبقي العامل الكبير ويعزل الصغير مع كونه أفضل

السؤال

أعمل مهندسا في شركة إنشاءات، فهل يجوز لي تشغيل عامل مفضول على الرغم من أن المدير خولني بتشغيل من أراه مناسبا والعدد المناسب من العمال، وهذا العامل المفضول كبير في السن وإذا أخرجته من العمل ستكون هناك صعوبة بالنسبة له في إيجاد عمل آخر وقد صرفت من العمل غيره ممن هم أصغر سنا لكثرة فرص العمل بالنسبة لهم، فهل هذا جائز شرعا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكونك مخولا بتشغيل من تراه مناسبا لا يبيح لك تولية من تشاء إن كان غير صالح للعمل أوعزل من هو صالح له لغير عذر يقتضي ذلك، بل الواجب هو أن تعمل وفق المصلحة فحسب ولا تعين إلا من يصلح للعمل ويؤديه على أحسن وجه وأتمه لا لأجل محاباة العامل والعطف عليه فحسب لكبر سنه أوكثرة عياله مثلا فأنت مجرد وكيل عن المدير في تلك الأعمال، والوكالة مبناها على الأمانة والحفظ، ولا يجوز للوكيل التصرف فيها إلا بما فيه مصلحة الموكل، وبناء عليه فلا يجوز لك عزل الصغار إن كانوا أصحاب كفاءة من أجل تولية من هو دونهم كفاءة ولو كانوا سيجدون عملا آخر ومن تريد توليته يعسر عليه إيجاد عمل آخرما لم تستأذن في ذلك من مالك الشركة بأن تبين له الأمر فإن قبله فلا حرج عليك وإلا فلا، قال ابن قدامة في المغني: ولا يملك الوكيل من التصرف إلا ما يقتضيه إذن موكله، من جهة النطق، أو من جهة العرف، لأن تصرفه بالإذن، فاختص بما أذن فيه. اهـ.

وإذنه لك بتولية من تشاء وعزل من تشاء إنما يقتضي أن تعمل وفق مصلحة العمل فتولي الأكفاء بناء على نظرك وتعزل من لا يصلح فحسب، أما ما فيه محاباة وليس لأجل مصلحة العمل فلا يجوز دون نص من مالك الشركة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني