الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جهر المصلي بالشهادتين وتشويشه على من بجانبه

السؤال

أبي يجهر بالشهادتين ويفقدني تركيزي فلا أعرف هل قرأت الشهادتين أم لا. ما هو حكم أبي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت تقصد الشهادتين أثناء التشهد فإن الجهر بالتشهد غير مشروع، ويتأكد النهي إذا كان في ذلك تشويش على مصل آخر لما فيه من الأذية.

ففي الموسوعة الفقهية : أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى الإْسْرَارِ بِالتَّشَهُّدِ وَكَرَاهَةِ الْجَهْرِ بِهِ، وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال : مِنْ سُنَّةِ الصَّلاَةِ أَنْ يُخْفِيَ التَّشَهُّدَ. قَال النَّوَوِيُّ : إِذَا قَال الصَّحَابِيُّ : مِنَ السُّنَّةِ كَذَا كَانَ بِمَعْنَى قَوْلِهِ قَال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . هَذَا هُوَ الْمَذْهَبُ الصَّحِيحُ الْمُخْتَارُ الَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُالْعُلَمَاءِ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ.
وقال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري : وما لا حاجة إلى الجهر فيه ، فإن كان فيه أذى لغيره ممن يشتغل بالطاعات كمن يصلي لنفسه ويجهر بقراءته ، حتى يغلط من يقرأ إلى جانبه أن يصلي، فإنه منهي عنه. وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليلة على أصحابه وهم يصلون في المسجد ويجهرون بالقراءة، فقال: كلكم يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن. وفي رواية: فلا يؤذ بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة. خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث أبي سعيد. انتهى.

وإذا كان الجهر المشروع منهيا عنه إن سبب التشويش على الغير فما بالك بالجهر في غير محله.

وعليه، فينبغي تنبيه الوالد على حكم الجهر هنا مع ما تعانيه بسبب جهره بالشهادتين ، فلعله لا يشعر بذلك ، ولتحرص على أن يكون ذلك بأدب ورفق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني