الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث "والإثم ما حاك في صدرك..."

السؤال

السؤال هو: ما مدى صحة الحديث الذي يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوابصة: جئت تسأل عن البر والإثم؟ قال: قلت: نعم. قال: فجمع أصابعه فضرب بها صدره، وقال: استفت نفسك، استفت قلبك يا وابصة ـ ثلاثا ـ البر: ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم: ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك"؟وإن كان صحيحا فما المقصود به . جزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فحديث وابصة أخرجه أحمد والدارمي وأبو يعلى والطبراني وقد ورد في مسلم ما يشبه معناه، ولفظه: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس".
أما بخصوص المعنى: فالحقيقة أن المسائل التي ترد على قسمين: مسائل ورد بها نص، فليس للمؤمن إلا طاعة الله فيها والاذعان لحكمه، ولا عبرة بعد ذلك فيما يقع في القلب من رفض لها، وإن كان المفترض في المسلم انشراح الصدر، وتلقي أحكام الله بالقبول والرضى، قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب:36].
أما المسائل التي لم يرد فيها شيء عن الله ولا عن رسوله، ولا عمن يقتدى بقولهم من الصحابة وسلف الأمة، وأفتى فيها أكثر من واحد ولم تتفق أقوالهم، فحينئذ يرجع المؤمن المطمئن قلبه بالإيمان إلى ما ترجح في قلبه من هذه الأقوال، لقوله صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". رواه الترمذي والنسائي وأحمد من حديث الحسين بن علي رضي الله عنه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني