الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بداية أحب أن أشكر لكم جهدكم المبارك وما أتمناه هو أن يكون هناك توثيق للفتوى من مصادر معروفة من أمهات الكتب وكلام أئمة أهل العلم حتى يطمئن المستفتي لما يتلقاه، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكر لك هذا التواصل وهذه النصيحة الطيبة، وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن لإخوانه مرآة لهم كما في الحديث الذي رواه أبو داود، وحسَّنه العراقي وابن حجر، وتأصيل الفتاوى والاعتماد فيها على كلام أهل العلم ونقل النصوص وترجيحات المحققين هذا هو منهجنا؛ لكن مرعاة لأحوال السائلين ومستويات إداركهم وتركا للتكرار قد نذكر الفتوى مجردة أحيانا لتلك الأسباب ونحوها، كما لو كان الحكم شائعا ذائعا أو مما هو معلوم من الدين بالضرورة أو يكاد، فنراعي ذلك كله، ولا يخفى عليك أن زوار الموقع من جميع أنحاء العالم، وأن المستفتين من كل الأجناس والطبقات، ولا بد في الفتوى من مراعاة حال السائل ومخاطبة كل بما يفهم، لما أخرجه البخاري عن علي ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله.

قال ابن حجر: بما يعرفون ـ أي بما يفهمون.

وأخرج مسلم عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: ما أنت محدثاً قوماً حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة.

ومع ذلك فمنهجنا الأصلي هو ما رجوته وتمنيته وقد قال تعالى للمؤمنين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ {النساء:136}.

وهذا للتأكيد والتنبيه؛ كما قال أبو حيان في البحر المحيط: فقد يؤمر المقيم على الشيء والملتزم له به تأكيدا وتنبيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني