الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأخوة في الله خير ما يكتسبه المرء

السؤال

تعرفت يا شيخ على شخص عن طريق صديق لي لم تكن المعرفة شخصية وإنما عن طريق التلفون فقد كان يقرب لصديقي ويضطر أحيانا صديقي للتواصل معي عن طريق جواله أو عن طريق حسابه في النت وكانت علاقتنا عادية مجرد سلام والسؤال عن الحال ولا أعرف شيئا عنه أبدا علمت بوفاة والده فأحببت أن أواسيه ببعض الكلمات وخاصة أنني قد ذقت مرارة وفاة والدي أيضا وكان هدفي أن أخفف من ألمه وأذكره بالصبر والاحتساب ولأول مرة أفتح معه الشات لأتكلم معه في تلك اليوم أحسست بآهات في داخله ووعدته بالحديث معه
تكرر حديثنا عن طريق النت حتى صارحني بآلامه وأحزانه وكنت أصبره ببعض الكلمات وعرفت أنه كان حافظا للقرآن لكنه أهمله في الفترة الأخيرة فكنت أشد على أزره حتى عاد لمراجعته ولله الحمد وأصبحنا نلتقي على المقاهي ونتبادل أطراف الحديث ولا أخفي عليك يا شيخ أنني أحسست بتعلقه بي فصارحته وقلت له إنني لا أريد سوى الحب في الله ولله وأنني سأدعو له في ظهر الغيب وسنبقى إخوة في الله حتى ولو افترقنا لكن حلف لي بأنه لا يريد سوى هذا وأنه يريد أن نضع يدنا لنتعاون في الخير، يا شيخ لدي مخاوف كبيرة أولا أنه يكبرني بثمان سنوات وثانيا أخاف أن يكون تعلق دون أن يشعر وخاصة أنه يحب الحديث معي يوميا ولساعات ولا أخفي عليك حتى أصبحت أحس بالراحة بالحديث معه وأخاف أن تكون قد ابتعدت علاقتنا عن طريق الحب في الله مع أن حديثنا لا يبتعد عن أحاديث الشخصية وعن الوطن والأهل وهموم الإسلام وأوصيه بالقرآن، وثالثا أنه يختلف تماما عني فأنا كما يصفني البعض بالمعقد والمتدين في أفكاري بالرغم أني لست حافظا للقرآن لكن أسأل الله لي الرحمة والمغفرة بعكسه تماما فبالرغم من أنه حافظ للقرآن فإنه يستمع للأغاني وغيرها أريد النصيحة يا شيخ جزاك الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا فضل الحب في الله والفرق بينه وبين الحب لحظوظ النفس، في الفتوى رقم: 52433.

فالذي ننصحك به أن تحرص على أن تكون علاقتك بهذا الشخص علاقة محبة وأخوة في الله، وأن تتناصحا في الخير وتتعاونا على الطاعة والاستقامة وتجتمعا على ذكر الله وحفظ القرآن، وتصرفا أوقاتكما في الأمور النافعة، وينبغي أن تحسن الظن به ما لم تظهر منه ريبة، فإن ظهرت منه ريبة أو وجدت في مصاحبتك له ضررا عليك في دينك أو دنياك فانج بنفسك واقطع علاقتك به واحرص على صحبة أهل الخير والصلاح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تصاحب إلا مؤمنا. رواه أبو داود.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني