الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهدية للمدرس هل تدخل في باب الرشوة

السؤال

أختي تعمل معلمة للصفوف الابتدائية وأحياناً تتلقى هدايا من طالباتها وهي تكره هذا الشيء لأنها تخشى أن يكون نوعا من الرشوة ولذلك تضطر أحياناً لأخذها لكي لا تسبب لهم الحزن وفي مدرسة أختي امرأة قريبة لأحد الطلاب معتادة أن تجلس مع الطفل الصغير في المدرسة بشكل يومي مما جعلها تتعرف على المعلمات وأصبحت تجلس معهن بشكل يومي تقريباً وبالأمس دخلت عليهن وأعطت جميع المعلمات هدية عبارة عن بخور، وأعطت جميع المعلمات سواء اللاتي يدرسن أبناءها أو اللاتي لا يدرسونهم وقالت لهن هذا بمناسبة عيد المعلم؟ وأختي من ضمن المعلمات اللاتي يدرسن أحد أقرباء هذه المرأة وبعد ما وزعت لهن جميعاً الهدايا ندمت أختي على قبول الهدية وتذكرت أنه يمكن أن يكون حراما أن تأخذها لأن هدايا العمال غلول كما في معنى الحديث، والآن أختي محتارة هل ترد الهدية وقد تتألم المرأة من هذا الموقف لأنها امرأة طيبة وقد اعتادوا على مجالستها؟ أم تقبل أختي الهدية؟ أم تعطيها لشخص آخر حتى تتخلص من ذنبها؟ ولي سؤال ياشيخ: ومع هذا فالهدية مشبوهة برأيي الشخصي والله أعلم من ناحيتين أولاً: كونها أهدتهم إياها بمناسبة عيد المعلم؟ ولا يوجد في ديننا هذا الشيء، ثانياً: كونها قد تكون رشوة، لذا أرجو التوضيح، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل في الهدية أنها مستحبة ولا ترد، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا. أخرجه الإمام مالك في الموطأ.

وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: لو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت.

فقد أفاد الحديث الأول استحباب تهادي الإخوان بعضهم لبعض، وأنه يجلب المحبة بينهم، ويزيل الحقد والحسد من قلوبهم، كما أفاد الحديث الثاني أن الهدية لا ينبغي أن ترد ولو كانت حقيرة، وقد خرج من هذا الاستحباب الإهداء للقاضي ومن في معناه ممن لم يكن يهدى له أصلاً سداً لذريعة الرشوة، وهدية الطالب أو ولي أمره إلى المدرس إذا كانت بقصد محابات الطالب لرفع درجاته في الامتحان أو لإعطائه ميزة على حساب غيره، كانت رشوة وحرم على المدرس أو المدرسة أخذها، وإن لم يتعلق بها غرض سيئ لم يحرم أخذها، كأن تكون لأجل المحبة بين الإخوان وصلة بعضهم لبعض توثيقا للأخوة والمحبة، ولكنه ينبغي للمهدى له أن يكافئ بمثل ما أهدي إليه به، فعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أعطي عطاء فوجد فليجز به، ومن لم يجد فليثن.

وانظري الفتوى رقم: 32482.

لكن ينبغي لأختك تنبيه صاحبتها على أن ما يسمى بعيد المعلم، ليس من أعياد المسلمين، وإنما هو من السنن التي اتبع فيها كثير من المسلمين الغرب، كما بينا في الفتوى رقم: 68335.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني