الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لفظة (أه) من الأسماء الحسنى وهل يشرع تسمية الله تعالى بها

السؤال

يردد بعض الصوفية في أذكارهم وما يسمونه الحضرة لفظة أه على أنها من أسماء الله الحسنى. فما صحة هذا أثابكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأسماء الرب تعالى توقيفية، فلا يجوز أن يسمى إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم، كما أن أسماء الرب تعالى كلها حسنى، فهي حسنة في ذاتها ودالة على أحسن مسمى.

قال الشيخ ابن عثيمين: أسماء الله تعالى كلها حسنى أي: بالغة في الحسن غايته، قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ، وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديرا. انتهى.

فلا يجوز أن يسمى الله تعالى باسم لم يسم به نفسه، ولا يجوز أن يسمى باسم غير حسن، فكيف يجوز أن يسمى بما لا معنى له. فإذا علمت هذا تبين لك أن تسمية الرب تعالى باللفظ المذكور هو من الإلحاد في أسمائه تعالى لأنه تسمية له بما لم يسم به نفسه بل تسمية له باسم لا معنى له في اللغة، وذكر الله بهذا الهذيان محرم بلا شك.

قال الشيخ علي محفوظ رحمه الله: فإن الذكر الذي لا يوافق قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} وقوله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وقوله صلى الله عليه وسلم: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله" وغير ذلك من الآيات والأحاديث الصحيحة حرام بإجماع الأمة ومردود على فاعله (كيف لا) وقد قال صلى الله عليه وسلم: "أصحاب البدع كلاب النار" وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه وفي رواية لمسلم "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" وهؤلاء قد أحدثوا في الدين ما ليس منه وتعبدوا بما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا عن صالح المؤمنين - ولا ريب أن تحريف أسماء الله تعالى من أقبح البدع المحرمة إذ فيه إخراجها عن حقيقتها الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من الإلحاد المحرم بالإجماع. فقد قال الفخر الرازي وغيره من أكابر المفسرين عند قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (1) إن من جملة الإلحاد أن تسميه تعالى بما لم يسم به نفسه كالسخي وأبي المكارم لعدم وروده وإن دل على كمال، فما بالك بالألفاظ التي شاع سماعها من غالب أرباب الطرق اليوم المشتملة على الفظاظة والكيفيات المنكرة فهم يتقربون إلى الله تعالى بالسيئات فهي أحرى باسم الإلحاد والضلال. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني