الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا منافاة بين الاستخارة والتوكل على الله تعالى

السؤال

ما الفرق بين الاستخارة والتوكل؟ أليس المتوكل أفضل وأقوى إيمانا وأحسن ظنا بالله؟ فالاستخارة بين وبين وفيها تراجع ونحو ذلك، أما التوكل فكله خير في نظري.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الاستخارة من باب التوكل على الله تعالى ولا تتنافى معه، وتركها ليس من السنة، فهي تفويض إليه واستقسام بقدرته وعلمه وحسن اختياره لعبده ـ كما قال أهل العلم ـ قال العلامة ابن القيم: فتأمل كيف وقع المقدور مكتنفاً بأمرين: التوكل الذي هو مضمون الاستخارة قبله، والرضى بما يقضى الله له بعده وهما عنوان السعادة، وعنوان الشقاء يكتنفه ترك التوكل والاستخارة قبله والسخط بعده .. إلى أن قال: وَالْمَقْصُودُ أَنَّ الِاسْتِخَارَةَ تَوَكُّلٌ عَلَى اللَّهِ وَتَفْوِيضٌ إِلَيْهِ وَاسْتِقْسَامٌ بِقُدْرَتِهِ وَعِلْمِهِ وَحُسْنُ اخْتِيَارِهِ لِعَبْدِهِ، وَهِيَ مِنْ لَوَازِمِ الرِّضَى بِهِ رَبًّا، الَّذِي لَا يَذُوقُ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ، وَإِنْ رَضِيَ بِالْمَقْدُورِ بَعْدَهَا فَذَلِكَ عَلَامَةُ سَعَادَتِهِ. انتهى.

وفي كشاف القناع على متن الإقناع: وتسن صلاة الاستخارة إذا هم بأمر .. إلى أن قال: ولا يكون وقت الاستخارة عازما على الأمر الذي يستخير فيه أو على عدمه، فإنه خيانة في التوكل. انتهى.

وقد سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 17513، أنه لا منافاة بين الاستخارة والتوكل على الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني