الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

للحجاب الشرعي مواصفات وليس له هيئة معينة

السؤال

أريد السؤال عن ما إذا كان لبس ’’الإيشرب’’ الذي يغطي الشعر والرقبة، وطويل بحيث يغطي صدري. يجوز أن يكون حجابا شرعيا مع لبس عباءة؟ وأرجو إن كان لا يجوز. لماذا؟ فأنا قرأت في القرآن أن الذي يلزم تغطيته هو الرأس والعنق وفتحة الصدر ، ولم يقل شيئا عن تغطية الكتف؟ وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دامت تلك القطعة تغطي الرأس والرقبة والصدر، وتستر ذلك فيجوز الاقتصار عليها مع العباءة إذا سترت بقية الجسم، ويعتبر ذلك حجابا شرعيا، ولا تشترط تغطية الكتفين بالقطعة المذكورة إذا تم سترهما بالعباءة، لأن اللباس الشرعي للمرأة ليست له هيئة معينة، ولكن له شروط ومواصفات سبق بيانها بالتفصيل في الفتاوى التالية أرقامها: 6745، 9428، 13914.

فإن تحققت هذه المواصفت في لباس ما فهو اللباس الشرعي، وإن تخلف بعضها فليس بشرعي. أما ما ذكر من أن ستر الكتف غير مذكور في القرآن فإن الله سبحانه وتعالى أمر بستر العورات عموما وأمر النساء به خصوصا، ولم يذكر كل عضو بعينه. فحرم عليهن إبداء الزينة أمام من لا يحل له النظر إليها ، وأمرهن بضرب الخمر أي ليها على الجيوب أي فتحة الصدر ليسترن نحورهن وأعناقهن وآذانهن بالخمار الذي هو غطاء الرأس لأن نساء الجاهلية كن يغطين رءوسهن ويتركن ذلك باديا، قال الله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ... [النور:31].
قال القرطبي: سبب نزول هذه الآية: أن النساء كن في ذلك الزمان إذا غطين رؤوسهن بالأخمر وهي المقانع سدلنها من وراء الظهر، فيبقى النحر والعنق والأذنان لا ستر على ذلك، فأمر الله تعالى بِلَيِّ الخمار على الجيوب (فتحة الصدر).. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: يرحم الله نساء المهاجرات الأول! لما نزل: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ... شققن مروطهن فاختمرن بها. رواه البخاري. ولبيان المزيد من الأدلة على وجوب الحجاب على المرأة انظري الفتوى رقم :116942.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني