الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الربا لا يجوز إلا للضرورة القصوى

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد أنا طالب في جامعة جزائرية مستواها كباقي الجامعات الجزائرية يؤول إلى الصفر نظرا للاضرابات المتكررة. وقد من الله علي بجنسية أمريكية تمكنني من الدراسةهناك لكن ذلك يجبرني أن أتعامل بالربا مع الدولة(تحت إطار مساعدة الطلاب) ومع بنوك أخرى لإتمام المبلغ المطلوب من الجامعات. فبماذا تنصحوني وفقكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :

فالربا محرم بل هو من أكبر المحرمات، وقد توعد الله فاعليه بأسوأ العواقب في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) [البقرة:275] . وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ*فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [البقرة:278 ، 279] .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لعن الله آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه. رواه مسلم.
وهذه الكبيرة العظيمة لا تجوز إلا لمضطر اضطراراً حقيقياً عملاً بقاعدة: الضرورات تبيح المحظورات ، ومستند هذا القاعدة هو قوله تعالى (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ َ) [الأنعام:119] . وما في معناها من الآيات والأحاديث ، وليس في دراستك في غير الجامعات الجزائرية ، ضرورة تلجئك إلى مثل هذا العمل الخطير. والذي ننصحك به هو أن تتقي الله وتقلع عن التفكير في الاقتراض أو التعامل بالربا، وأن تبحث عن بدائل شرعية أخرى، والله يقول (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً"* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )[الطلاق:2 ،3].
والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني