الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل ما يدفع للعامل لاستمالته ومحاباته هو من جنس هدايا العمال

السؤال

أعمل في شركةٍ حكومية لإنتاج الكهرباء، وتقوم شركات أجنبية ببناء محطات توليد الكهرباء لحساب الشركة التي أعمل بها، ويشتمل عملي على زيارة مصانع هذه الشركات الأجنبية ومراقبة جودة منتوجاتها، وجرت العادة أن تقدم لنا هذه الشركات من باب الضيافة القهوة والماء، وأن تدعونا إلى الطعام، وفي بعض الأحيان تدفع ثمن سيارة الأجرة التي أستقلها وهكذا... فهل يعتبر هذا من هدايا العمال التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: هدايا العمال غلول؟.
السؤال الثاني: تقوم هذه الشركات وغيرها بتنظيم مؤتمرات تعرض فيها منتوجاتها الجديدة، وعادةً ما يقام ذلك في نزل وتتخلله مأدبة طعام وشراب، فهل يحل هنا الطعام والشراب، مع العلم أن الدعوة ترسل إلى الشركة التي أعمل بها ويقوم المديرون بإرسال عددٍ منا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكل ما يؤثر على عمل العامل ويدفع إليه لاستمالته والطمع في محاباته هو من جنس هدايا العمال، وفرق بين تقديم الماء والقهوة مما يقدم لسائر الناس ولا منة فيه وبين دفع أجرة السيارة، وبناء عليه، فلا بد من الابتعاد عن كل ما تقدمه تلك الشركات مما لا يقدم لسائر الضيوف وزوار الشركة، لكونه إنما دفع للعامل من أجل عمله ووظيفته طمعا في محاباته على حساب العمل، وفي الحديث: هدايا العمال غلول. رواه أحمد وصححه الألباني.

وفي الحديث: .. هلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا. رواه البخاري ومسلم.

ونقل عن عمر بن الخطاب: أن رجلا أهدى له فخذ جزور، ثم أتاه بعد مدة معه خصمه فقال: يا أمير المؤمنين اقض لي قضاء فصلا كما يفصل الفخذ من الجزور؟ فضرب عمر بيده على فخذه وقال مرددا نص القاعدة النبوية السابقة: الله أكبر اكتبوا إلى الآفاق: هدايا العمال غلول.

وأما عن الشق الثاني من سؤالك: فلا بأس بحضور مأدبة طعام تقيمها الشركة أو أخذ نماذج من منتجاتها، ونحو ذلك بأذن جهة العمل النصي أو العرفي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني