الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصلاة والسجود شكرا لله أمام غير المسلمين في الغرب

السؤال

سؤالي باختصار شديد: يظهر في الآونة الأخيرة بعض المبتعثين في البلاد الخارجية وهم على سبيل المثال يسجدون شكرا في قاعة بها مئات الأشخاص أثناء حفل التخرج، أو يصلون في ممرات الجامعة المخصصة للمرور. فالبعض يرى أن هذه الطريقة تنفر غير المسلمين من الإسلام، فعند مشاهدتهم للمسلمين وهم يقومون بعبادتهم في الممرات، أو يسجدون شكرا في وسط احتفال بالتخرج، فإنهم قد يرونهم باستنقاص وسخرية ودونية. فبذلك يتم تشويه صورة الإسلام من غير قصد وتنفير الأشخاص القريبين من الإسلام. والبعض الآخر لا يرى أي تأثير سلبي لهذه الممارسات. فما رأيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس هناك من بأس في ما ذكره السائل، إلا من ناحية التضييق على الناس بالصلاة في الممرات، وأما إذا راعى المصلي هذه الناحية، فاختار لصلاته موضعا لا يضيق به على الناس، فنعم ما يفعل أن يصلي ويراه غير المسلمين، فيكون هذا الفعل بمثابة الدعوة الصامتة إلى الإسلام، وليس في هذا تنفير لمن اتصف بالإنصاف والعدل، وكم قد سمعنا عن أناس أسلموا بسبب رؤية مسلم يصلي، أو طائفة من المسلمين اجتمعوا في صلاتهم على إمام واحد، يؤدون الصلاة وراءه بخشوع وإخبات.

قال الشيخ محمد إسماعيل المقدم في رسالته (لماذا نصلي): إن نسبة عظيمة جداً من حالات الاهتداء إلى الإسلام كان الخيط الأول أو البذرة الأولى فيها رؤية المسلمين وهم يصلون، فمجرد هذه النظرة كانت بداية الكثيرين ممن أسلموا؛ لأنهم محرومون من هذه الشعيرة العظيمة التي تدعو الفطرة إليها، فربما يكون عندهم شيء يسير من هذه الفطرة والحاجة والفقر إلى من يعتصمون به، لكن كيف يعبرون عن هذه الحاجة؟! وكيف يصلون ما بينهم وبين الله تبارك وتعالى إلا من خلال الصلاة؟! فنذكر بعض النماذج عمن اهتدوا إلى الإسلام، وكان الخيط الأول في هدايتهم أنهم رأوا مسلماً يصلي، ولذلك نلاحظ إخواننا في جماعة التبليغ يهتمون جداً بهذا الأمر؛ لأنهم يدركون هذه الحقيقة، فهم في المطارات والهيئات الحكومية في العالم وفي زحمة الجوازات وغير ذلك في أي مكان؛ تجد الواحد منهم يؤذن ويصلي حتى يقيم الحجة على الكفار، وحتى يوقظ فيهم الشعور بالحرمان من هذه النعمة؛ لأننا - نحن المسلمين - إذا لم نعش روح الصلاة، ونحس بروح الصلاة، ونقيمها حق إقامتها؛ تصبح عادة مع الوقت، فالنعمة تبقى معنا ونحن لا نشعر بقيمتها، لكن إذا نظر إليها محروم منها فإنها تقع في قلبه موقعاً عظيماً. اهـ.
ثم ذكر بعض النماذج العجيبة والأمثلة الهادية التي تدل على أثر الصلاة وهيئتها ـ وخاصة السجود ـ في تقريب الناس إلى الإسلام وفتح قلوبهم له.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني