الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تترك مساعدة الناس وإن أساءوا إليك

السؤال

عندما نقوم بمساعدة أشخاص ما فيعتبرون أننا خدم عندهم وكما لو أنهم قد استأجرونا. فما حكم عدم المساعدة في هذه الحالة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمسلم حين يساعد إخوانه ويمد لهم يد العون فهو إنما يبتغي بذلك وجه الله تعالى ومثوبته، فلا يريد من الناس جزاء ولا شكورا، كما أخبر الله تعالى عن عباده الأبرار أنهم يقولون لمن يطعمونهم من مسكين ويتيم وأسير: إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا {الإنسان:9}. فمن كان متجردا في طلب مرضات الله تعالى بقضاء حوائج الناس ومساعدتهم فإنه لا يضره أحسنوا إليه أو أساءوا، وسواء عنده قابلوا معروفه بالحمد أو بالذم، فلا ينبغي للمسلم أن يترك ما فيه مثوبته ونفعه في الآخرة لما قد يظنه من أن من يساعده سيعتبره خادما عنده أو نحو ذلك، ومهما أحسن الشخص إلى الناس فليعلم أن ثوابه مذخور والله لا يضيع أجر المحسنين. وحيث لم تكن تلك المساعدة واجبة على الشخص فتركه لها مما لا يأثم به وإنما تفوته المثوبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني