الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم انتفاع الأولاد من مال والدهم الحرام

السؤال

هل إذا كان عمل الوالد حراماً وأنا لا أريد الأكل منه فقمت بالعمل والأكل من مالي ثم تعبت من العمل وفكرت في أن أقدم استقالتي لسوء معاملة المدير لنا فهل إذا أكلت من مال أبي أعتبر أني آكل مالاً حراماً؟ مع العلم بأن والدي يعمل في محل بلياردو مع أحد أصدقائه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن أكل الحرام له عواقب وخيمة ولو لم يكن منها إلا الحرمان من إجابة الدعاء، كما صح بذلك الحديث، ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: "...وذكر الرجل أشعث أغبر يطيل السفر يمد يديه إلى السماء يقول: يارب، يارب! ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له".
ومن آثار أكل الحرام مرض القلب أو موته الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الوارد في الصحيحين عن النعمان بن بشير فإنه قال في أوله: "الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات" ثم قال في آخر الحديث: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله..." الحديث.
فإن في ذلك إشارة ظاهرة إلى الارتباط بين صلاح القلب وفساده، وبين أكل الحرام أو الحلال.
وقد أحسن الأخ السائل باجتنابه لمواطن الشبهة من أول الأمر.
وأما عن الحكم الشرعي، فإن أهل العلم يقررون أن من كان له مال مختلط من الحلال والحرام، فإنه يجوز الأكل من ماله، وتجوز سائر وجوه معاملته، ومن تمحض ماله من الحرام لم يجز معه شيء من ذلك.
كما ننبه الأخ إلى ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإسداء النصيحة للوالد بالحسنى لعله يرتدع عن فعله ذلك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني