الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصلاة خلف من يقول إن دفن الصلحاء في بلد يحفظه من الفتن

السؤال

هناك إمام مسجد قال إن مصر حُفظت من الفتن -لم يحدث فيها ماحدث في بلدان المسلمين من قتل وتنكيل بالمئات المؤلفة من البشر- بالصالحين من الصحابة المدفونين فيها !..فما حكم الصلاة خلفه ؟ وما حكم قولته تلك ؟ أفيدونا بارك الله فيكم وأرجو سرعة الرد أعانكم الله ووفقكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مصر مثل غيرها من الأقطار لم تسلم من الفتن، وما ذكره هذا الإمام يكذبه ما جرى في مصر في الماضي من المستعمر وغيره، ولو كان مجرد وجود الصلحاء في بلد يمنعه من الفتن لسلمت من ذلك مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث حصل فيها ما حصل من وقعة الحرة وغيرها، وقد دفن فيها أفضل خلق الله تعالى، لكن هذه المقولة لا تمنع من الصلاة خلفه، إذا لم يكن يعتقد أن بركة هؤلاء تدفع الضر وتجلب المنفعة مستقلة، لكن عليه أن يحذر مثل هذه المقولة فإنها خطيرة محتملة لما يفضي إلى الشرك.

ففي المستدرك على مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : التفصيل في قول : أنا في بركة فلان : قوله: أنا في بركة فلان ، أو تحت نظره. فإن أراد أن نظره أو خاطره أو بركته مستقلة بتحصيل المنافع ودفع المضار فهو كذب وشرك، وإن أراد أن فلانا دعا فانتفعت بدعائه، أو أنه علمني، أو أنه أدبني وأنا في بركة ما انتفعت به من تعليمه وتأديبه فهو صحيح. وإن أراد أنه بعد موته يجلب المنافع أو يدفع المضار فهو كذب محرم، وهو الشرك الذي حظره الله على عباده، والذي لا يغفره إلا بالتوبة منه.انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني