الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التزام ذكر معين غير مأثور في الركوع والسجود

السؤال

ما حكم المداومة في الركوع والسجود على ذكر معين دائما لم يرد قوله في هذين الموضعين عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل هذا الفعل باستمرار جائز أم هو بدعة ينيغي تركه والمداومة على الوارد في السنة فقط؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

لا حرج في الإتيان بالأذكار في الركوع والسجود، لأنهما محل لذكر الله تعالى وتعظيمه، لكن لا ينبغي أن يلتزم فيهما بذكر معين لم يرد في السنة تعيينه فيهما، لأنه يخشى أن يكون ذلك داخلا في ضابط البدعة الإضافية، فقد ذكر أهل العلم أن من البدع الإضافية التزام عبادة معينة في وقت معين لم يرد الشرع بتعيينها فيه، وانظر الفتويين رقم: 17613، ورقم: 118092.

والأذكارالتي دلت السنة على الالتزام بها في الركوع والسجود هي سبحان ربي العظيم في الركوع وسبحان ربي الأعلى في السجود ثلاثا أقل الكمال، وقد سبق بيان حكمها في الفتوى رقم: 157475.

ويستحب الإكثار من الدعاء في السجود بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وبغيره مما ليس فيه اعتداء ولا إثم، لأن وقت السجود من أوقات الإجابة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء. رواه مسلم.

أما الركوع فالمطلوب فيه من الدعاء ما يدل على تعظيم الله تعالى وتنزيهه امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم. رواه مسلم.

والأدعية المأثورة في الركوع مذكورة في الفتوى رقم: 6434.

وإن كان المراد التزام دعاء فقد نص بعض الفقهاء على كراهة التزام دعاء خاص في الصلاة إلا أن يكون عام المعنى وإلا فلا كراهة في التزامه، ففي منح الجليل على مختصر خليل في الفقه المالكي عند قول المؤلف: وكره دعاء خاص أي التزامه الاقتصار عليه لإيهامه قصر كرم المولى عليه والاستغناء عنه في غيره، ولأنه ربما صادف غيره قدر الله تعالى له فلا يجاب فيسيء ظنه بالله تعالى وييأس من رحمته ما لم يكن الخاص عاما المعنى وإلا فلا يكره, نحو: اللهم ارزقني سعادة الدارين واكفني همهما ـ وقد أنكر الإمام مالك ـ رضي الله عنه ـ التحديد في صيغ الدعاء وعدد التسبيحات بالركوع والسجود وفي تعيين لفظها لاختلاف الآثار الواردة في ذلك. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني