الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخرت صلاة الصبح حتى خرج وقتها خوفا من حشرة بالبيت فهل عليها إثم

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم تركت صلاة الصبح مع أني سمعت المؤذن، ولم أتركها بسبب النعاس. ولكن كان يوجد في المنزل سحلية (برص) وأنا من النوع الذي يقشعر بدني وأرتعد خوفا من هذا الحيوان، والمشكلة أنه كان موجودا بين غرفتي وغرفة أختي فلم أستطع الدخول لإحضار سجادة الصلاة وثياب الصلاة, وانتظرت حتى أشرقت الشمس و ذهبت مع أمي. أشعر بذنب شديد لا أدري شعرت بشيء ما في قلبي. ربما ربي غاضب علي أنا خائفة. لكني أقسم بالله أني أخـاف بشكل غير طبيعي من السحالي لذلك أجلت الصلاة. هل أعتبر تاركة للصلاة عمدا، مع أن نيتي كانت أن أصلي. هل علي كفارة أو واجب ما ؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها لأي مبرر، فقد كان بإمكانك أداء الصلاة داخل الغرفة دون التعرض لما تخافين منه، ولايشترط وجود السجادة ما دام يوجد مكان طاهر تؤدى فيه الصلاة، كما لايشترط إحضار الملابس المخصصة للصلاة، إذا كان يوجد ما يستر البدن من الملابس الطاهرة، لذلك كان عليك أداء الصلاة في وقتها على نحو ما ذكرنا، ولو افترضنا -جدلا- أنك لم تجدي ملابس تصلح للصلاة من حيث الستر والطهارة، أو لم تجدي مكانا طاهرا فقد كان بإمكانك أن تطلبي من بعض أهلك إحضارالسجادة والملابس لكي تؤدي الصلاة، فإن لم يمكن ذلك، فإن أداء الصلاة بغير طهارة في وقتها أولى من تأخيرها عن وقتها لتحصيل الطهارة.

ففي مجموع فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين جوابا لسؤال جاء فيه: هل يجوز للإنسان تأخير الصلاة لتحصيل شرط من شروطها كما لو اشتغل باستخراج الماء؟
فأجاب: الصواب أنه لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها مطلقاً، وإذا خاف الإنسان خروج الوقت صلى على حسب حاله، وإن كان يمكن أن يحصل الشرط قريباً لقوله تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) . وكذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقت أوقات الصلاة، وهذا يقتضي وجوبها في وقتها، ولأنه لو جاز انتظار الشروط ما صح أن يشرع التيمم، لأن بإمكانه أن يحصل الماء بعد الوقت، ولا فرق بين أن يؤخرها إلى وقت طويل أو إلى وقت قصير، لأن كليهما إخراج للصلاة عن وقتها وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. انتهى.
ومن المعلوم أن تعمد تأخير الصلاة عن وقتها من أكبر الكبائر وأعظم الموبقات، وانظري الفتوى رقم: 130853. لكن ما دامت السائلة جاهلة فنرجو ألا يلحقها هذا الذنب، لكن عليها الحذر مستقبلا، ولا كفارة عليها غير التوبة إلى الله تعالى إذا كانت قصرت في أداء الصلاة في وقتها، هذا إذا كانت قامت بقضاء صلاة الصبح وإلا فيجب قضاؤها فورا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني