الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين مني المرأة ومذيها وهل تعيد الصلاة إن شكت في الخارج فاكتفت بالوضوء وصلت

السؤال

لدي سؤال محرج جدا ومهمومة منه وأخاف من الله أن يعاقبي لأجله واعذروني على هذا السؤال المحرج: وهو أنني فتاة ملتزمة ولله الحمد أحافظ على نفسي ولا أفعل العادة السرية ولا أفكر فيها ولأني ولله الحمد كله أكرهها وقد ابتليت بمس بسبب السحر وإذا أتيت فراشي للنوم واستلقيت على ظهري أحس بخدر في جسمي وصعوبة في الحركة وأجد ما يحصل بين المتزوجين وهو الجماع وينزل مني ماء وهو سائل شفاف ولا أعرف هل هو مني أم مذي؟ وفي بعض الأحيان أستلقي على ظهري لأعرف هل هو حقيقة أم خيال، لكنه تكرر للأسف، وفي بعض الأحيان أحس كأن شيئا يدخل في المنطقة الحساسة، وأجد في نفسي لذة وكأني أسترسل مع هذا الشيء، وفي بعض الأحيان أحس كأن أحدا يتحكم في عقلي وفي ذهني ويشوش في تفكيري وذهني وأحس بشهوة ولا أدري أين مصدرها وعندما أحس بالعافية أعاتب نفسي لماذا فعلت هذا وأتوب إلى الله من هذا الشيء ولا أدري ماهذ؟ ووالله إنني لم توقع أن يحصل لي مثل هذا الشيء العجيب, وكنت في البداية إذا حصل معي هذا أتوضأ فقط دون أن أغتسل وأصلي، ثم خفت أن يكون هذا منيا فصرت أغتسل ثم أتوضأ ثم أصلي، والسؤال هل هذا مني أم مذي؟ وهل أعيد الصلاة التي كنت أتوضأ فيها فقط وأصلي دون اغتسال أم صلاتي صحيحة؟ والمشكلة أنني أريد أن أتذكر كم عدد الصلوات؟ وما هي؟ فلم أستطع أن أتذكرها فماذا علي أن أفعل؟ أرجو الرد العاجل فأنا مهمومة من هذا وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس عندنا ما نجزم به في ما ذكرته السائلة، ولكننا ننصحها بالمداومة على أذكار الصباح والمساء والنوم وبخصوص الغسل مما تشعر به فإنه قد اختلف العلماء في مثل هذه الحالة، والذي نرجحه عدم وجوب الغسل دون أن يخرج منها مني، وأما عن معرفة ما يخرج منها هل هومني أم مذي فهذا يعرف بعلامات كل منهما، فالمني يعرف بأمور منها:
1ـ الخروج بشهوة ولذة.
2ـ الإحساس بالفتور بعد خروجه.
3ـ له رائحة كرائحة طلع النخيل، أو العجين.
4ـ لون مني المرأة أصفر، كما ورد في الحديث: وماء المرأة رقيق أصفر. رواه مسلم.

وأما المذي: فهو ماء أبيض رقيق لزج يخرج عند الشهوة لا بدفق، ولا يأتي بعده فتور، وربما لا يحس الإنسان بخروجه، قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: وأما مني المرأة فهو أصفر رقيق وقد يبيض لفضل قوتها وله خاصيتان يعرف بهما، إحداهما: أن رائحته كرائحة مني الرجل، والثانية: التلذذ بخروجه، وفتور شهوتها عقب خروجه. انتهى.

وقال في المذي: والمذي ماء أبيض رقيق لزج يخرج عند الشهوة، لا بشهوة ولا دفق ولا يعقبه فتور، وربما لا يحس بخروجه، ويكون ذلك للرجل والمرأة، وهو في النساء أكثر منه في الرجال. انتهى

ولا يلزمك إعادة الصلاة، لأن الجماع غير محقق، ولأن الخارج منك لم تتحققي كونه منيا أو مذيا وما دام الشك حاصلا فالأصل عدم وجوب الغسل بالشك، لما في الصحيحين: أنه شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، قال: لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً.

قال النووي رحمه الله تعالى: ... وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام، وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه، وهي أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها، فمن ذلك مسألة الباب التي ورد فيها الحديث وهي أن من تيقن الطهارة وشك في الحدث حكم ببقائه على الطهارة، ولا فرق بين حصول هذا الشك في نفس الصلاة وحصوله خارج الصلاة، هذا مذهبنا ومذهب جماهير العلماء من السلف والخلف. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني