الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قتل الساحر لا يشرع لآحاد الناس

السؤال

لقد عاديت رجلا ساحرا دون أن أعرف أنه ساحر، وهو الآن يواصل تسليط الجن علي،فقمت بضربه مرتين ولم يرجع عن فعله وهو يعلم أنني أعرف أنه هو الفاعل وقمت بمواجهة هذا الرجل وفي كل مرة يقول إنه يلعب معي أو يمزح بطريقة تهديد، مع أنني متدين والحمد لله ولكن لا أعرف كيف أتصرف مع هذا الرجل؟ أرجو الرد بأسرع طريقة لكي لا أقع في جريمة قتل، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصحك بالتحصن بالتحصينات الربانية والتعوذات المأثورة من شر كل ذي شر، واحرص على المواظبة على الفرائض والبعد عن المعاصي إضافة إلى المواظبة على الأذكار والتعوذات المأثورة، صباحا ومساء وعند دخول البيت والخروج منه والدخول للحمام، فإن الله سيحفظك من أذى الجان والسحرة ويكفيك شرهم، ففي الحديث: وآمركم بذكر الله كثيرا وأن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. رواه أحمد والحاكم والترمذي وصححه الألباني.

وفي الحديث: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.

ولا تتهم أحداً بالسحر من غير بينة فذلك محرم شرعاً، لأن ذلك من سوء الظن، وقد قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.

وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث.

ويشرع عند الشك في إصابتك بالسحر أن تعمل الرقية الشرعية، فإن الرقية الشرعية تشرع للمصاب وغيره، وقد قدمنا الرقية في الفتوى رقم: 80694، فراجعها

وأما عن قتل الساحر إن ثبت كونه ساحرا فهو إلى إمام المسلمين أو من ينوب عنه ولا يجوز ذلك لآحاد الناس وأعلم أن قتل النفس عمداً بغير حق من أعظم الذنوب وأشنعها عند الله تعالى، كما جاء في نصوص الكتاب والسنة، قال الله تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا {النساء:93}.

وأخرج الشيخان عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات قيل: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الإشراك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.

وأخرجا أيضاً عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر فقال: الشرك بالله وعقوق الوالدين، وقتل النفس.

وروى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول ما أطيبك وما أطيب ريحك، ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك ماله ودمه.

وروى ابن ماجه عن البراء ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق.

وأخرج أحمد والنسائي عن معاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافراً، والرجل يقتل مؤمناً متعمدا.

وإذا حصل من هذا الرجل اعتداء عليك فلك أن تشتكيه إلى القضاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني