الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اغتسلت من الجنابة وتشك في غسل وجهها

السؤال

أرجو أن تجيبوني سريعا للضرورة فأنا مصابة بالوسواس والله أعلم، ولكن ربي هداني الأسبوع الماضي وعرفت أنه واجب علي غسل الجنابة فاغتسلت للجنابه بالشكل الصحيح وأن صلاتي منذ بلوغي لم تكن صحيحة، لكن بالأمس عرفت بأنني لا أزال على الإحرام لأنني طفت بالكعبة وأنا على جنابة جاهلة، ولكن قول إن الغسل المسنون يجزئ عن الغسل الواجب طمأنني قليلا، لأنني كنت أغتسل غسل الإحرام وعلى كل، فقد أخبرت أهلي بأنه يجب أن أذهب للعمرة ليلة غد إن شاء الله، لهذا أريد منكم جوابا سريعا على سؤالي وهو أن في غسلي الأخير للحيض قبل أسبوعين لست متأكدة من أني غسلت وجهي وأذني أثناء الاغتسال لأنني لم أكن أعرف أحكام الغسل الصحيح لأنني أثناء الاستحمام في بعض المرات أغسل وجهي وفي بعضها أتركه، ولا أتذكر هل غسلته في آخر غسلة من الحيض أم لا؟ أرشدوني ماذا أفعل؟ وهل صلاتي غير مقبولة أيضا إلى اليوم؟ وهل أعيد الغسل بنية الاغتسال من الجنابه والحيض أم من الحيض فقط؟ مع العلم أنني دخلت الحمام ونويت نية رفع الحدث دون تحديد، ولكنني تراجعت وخرجت من الحمام لأنني حسبته من الوسواس، فإن الوسواس وصل عندي في الوضوء والصلاة والطهارة واخترت القول بأن غسل الجنابه يجزئ عن غسل الحيض لأن من كان عليه حدثين ونوى أحدهما يرتفع الحدث الآخر، أرشدوني فأنا لا أريد أن أهب غدا وأنا على حيض، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما الوساوس فعليك أن تعرضي عنها ولا تلتفتي إليها، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم وانظري الفتوى رقم: 134196.

وأما غسلك المسؤول عنه فإن كان الشك في غسلك وجهك قد حصل لك بعد الغسل فلا تلتفتي إليه، فإن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر، وانظري الفتوى رقم: 120064.

مع العلم أن الوجه لا يجب أن يغسل غسلا خاصا قبل تعميم الجسد أو بعده، وإنما الواجب أن يعمه الماء مع سائر أعضاء الجسد، واعلمي أن الغسل للجنابة والحيض بنية واحدة مجزئ، لقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات.

والغسل بنية أحدهما يجزئ عن الآخر في قول كثير من العلماء، وانظري الفتوى رقم: 132061.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني