الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تارك الصلاة في بعض الأحيان كسلا

السؤال

أنا عامي من عوام المسلمين أقلد الرأي القائل بكفر تارك الصلاة كسلا. لكن مرت علي فترة لا أذكرها بالضبط أكثر من شهر أو أقل كنت أصلي فيها فريضة كل ثلاثة أو أربعة أيام ظنا مني أن ذلك لا يجعلني تاركا للصلاة بالكلية.
لكني منذ أيام قرأت في فتاويكم أن العلماء الذين قالوا بكفر تارك الصلاة كسلا منهم من حدده بترك فريضة أو فريضتين تجمعان.
فهل أنا كافر مع جهلي بذلك أم يسعني العذر بالجهل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت قد تبت من ترك الصلاة فالحمد لله، ثم اعلم أن الراجح عندنا أن تارك الصلاة لا يكفر كفرا ناقلا عن الملة، وانظر الفتوى رقم: 130853، ففيها بسط الخلاف في المسألة، ومن العلماء من يرى كفر تارك الصلاة ولكنه إنما يكفر عنده بالترك المطلق، فمن كان يصلي ويخلي كالحال المذكورة في السؤال لا يعد عنده كافرا، وهذا اختيار الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.

يقول الشيخ رحمه الله: الذي يتبين لي من الأدلة أن ترك الصلاة لا يكون كفراً إلا إذا تركها الإنسان تركاً مطلقاً، وأما من يصلي ويخلي فيصلي بعض الأحيان ويترك بعض الأحيان، فالذي يظهر لي من الأدلة أنه لا يكفر بذلك. انتهى.

فهذا الظن الذي كنت تظنه هو مذهب الشيخ ابن عثيمين كما رأيت، والراجح عندنا هو ما عرفت، وأما على قول من يقول إن تارك الصلاة يكفر بمجرد ترك الفريضة الواحدة أو الفريضتين المجموعتين ولا يشترط أن يدعى إليها فإن فعلك هذا عنده يعد كفرا، ولا تكون معذورا بالجهل لأنك كنت عالما بالتحريم، وانظر الفتوى رقم: 173589.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني