الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشفاعة بين الجواز والحظر

السؤال

أنا موظف في إحدى شركات النفط بالكويت وخدمتي عشرون سنة وفي السنوات العشر الأخيرة بدأت مشكلة السمع عندي تقل بصورة سريعة ونصحني الطبيب بالابتعاد عن الضجيج وعملي وموقع العمل به ضجيج فطلبت تحويلي إلي لجنة طبية لأجد حلا لمشكلتي وكما تعلمون هنا بالكويت إن لم تات بواسطة (الشفاعة) لا تحصل على شيء.السؤال: ما حكم الشرع بالشفاعة؟ وما نصيحتكم لي في حال تحويلي لمجلس طبي للتقاعد الطبي؟ملاحظة: هناك استفادة مالية في حال التقاعد الطبي كذلك هل هذه الأموال حلال أم حرام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالشفاعة في أمور المعاملات التي تكون بين الناس تنقسم إلى قسمين:
الأول: شفاعة جائزة، وهي الشفاعة الحسنة التي يتم التوصل بها إلى إيصال الحق لصاحبه دون أن يكون في ذلك ظلم لطرف آخر، وهي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: "اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء".
الثاني: شفاعة غير جائزة، وهي التي تكون في أمر غير شرعي، أو فيها ظلم لطرف آخر، وقد انتظم هذين القسمين قوله تعالى: (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) [النساء:85].
وعليه، فلا بأس أن تأخذ من يشفع لك حتى تأخذ حقك إذا كان الأمر كما ذكرت، وحصولك على فائدة مالية بسبب التقاعد لا حرج فيه، ما دام هذا الحق مكفولاً لكل أحد حسب النظم، وما دمت قد حصلت عليه عن طريق صحيح لا محاباة فيه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني