الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعذر من لم يصم رمضان لعدم التعود وكيف يفعل إن كان يشق عليه القضاء

السؤال

شخص يبلغ50 عاما يعمل في دولة أوربية منذ30عاما وهو حاليا يتنقل بين مصر والدولة الأوربية ولا يصوم رمضان، لأنه لم يتعود الصيام منذ الصغر ولا يستطيع الصيام الآن، وأشار عليه أحد المشايخ أن يخرج طنا ونصف طن من الأرز كفارة عن هذه السنوات، لأنه لا يستطيع ولا يطيق الصيام، فهل ذلك جائز؟ أم ماذا يفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فصوم رمضان ركن من أركان الإسلام ومبانيه العظام، ولا يجوز الفطر فيه لمسلم لم تكن له رخصة يباح له بها الفطر كمرض أو سفر، بل تعمد الفطر في رمضان للصحيح المقيم من أكبر الذنوب وأعظم الموبقات، وانظر الفتوى رقم: 111650.

ولقد أسرف هذا الرجل على نفسه إسرافا عظيما بتعمده ترك الصوم تلك المدة الطويلة، والواجب عليه أن يبادر بالتوبة النصوح إلى ربه تعالى، وألا يتكرر منه هذا الذنب مرة أخرى، وأن يقضي جميع ما أفطره من أيام ما دام قادرا على القضاء، ولبيان كيفية القضاء تنظر الفتوى رقم: 70806.

وكونه لم يتعود الصوم ليس عذرا يبيح له ترك ما أوجبه الله عليه، بل الواجب عليه أن يتعود الصوم ويجاهد نفسه على فعله مرضاة لله تعالى وطلبا لبراءة ذمته، ولا يجزئه الإطعام ما دام يقدر على القضاء، فإن كان مريضا مرضا لا يرجى برؤه، أوعجز عن الصوم لسبب معتبر شرعا ـ ولم يكن عذره مجرد رفض لتحمل مشقة الصوم ـ فإنه يطعم عن كل يوم أفطره مسكينا مدا من طعام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني