الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التكلم في عرض المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة

السؤال

ماحكم من قال أو ادعى أن فلاناً من الناس :1 - أنه عاق بحق الله 2-أنه كاذب وهو ليس متأكداً مما قاله .الرجاء إفادتنا أفادكم الله مع ذكر الدليل من القرآن الكريم والسنة المشرفة .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن أذية المسلمين وشتمهم بلا مسوغ من أعظم ما نهى الله تعالى عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم. يقول الله تعالى:وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً [الأحزاب:58]. وقال تعالى:وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [الهمزة:1].
وفي صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام: عرضه وماله ودمه، التقوى هاهنا. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. روا ه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: من دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه. رواه مسلم.
فلا شك أن سب المؤمن والتكلم في عرضه بما يعيبه بغير حق حرام بإجماع الأمة، ولا شك أيضاً أن فاعله فاسق كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
إلا أن يتوب ويصلح كما قال تعالى:وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ*إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور:4-5].
ويعظم الذنب ويغلظ عندما يكون الكلام في عرض المسلم وشتمه بالكذب.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني