الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفة مني المرأة ومتى يجب الاغتسال منه

السؤال

امرأة تشك أن بها مسا من الجن,,وتحس أحيانا به يحاول الاعتداء عليها ، وسؤالها يتعلق بحالة تحدث لها احيانا إذا ما انشغلت بطلب العلم أو عبادة او نحو ذلك فإنه يؤذيها بالضغط على منطقة الرحم "أسفل البطن"وتحس به وتجد لذلك شهوة خفيفة، وتحاول الانشغال عنه والقيام وتغيير الوضعية ومع ذلك قد تجد بعد ذلك وبلا إرادة منها بعض الماء يخرج لكن لا تعلم هل هو مني أو غيره ، والسؤال هل يلزمها الغسل كلما أحست بذلك ووجدت الماء مع أنها لا ترضى بذلك ولا تستسلم له ولكنه يغلبها هذا الأمر؟ أم يلزم من الغسل أن يكون خروج الماء دفقا وبلذة ويحصل فتور الجسد بعده.
مع العلم هذه الحالة تحصل لها وهي مستيقظة ولا تجد تلك اللذة المعروفة التي تحصل في الاحتلام ونحوه ويعقبها فتور الجسد ولكن تحس بضغط ولذة خفيفة لا ترضاها ولا تريدها لكن الأمر ليس بيدها، أفتونا مأجورين جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصح هذه الأخت بالالتجاء إلى الله تعالى والتضرع اليه وسؤاله أن يصرف عنها ما تعانيه ، فهو الذي يجيب دعوة المضطر، ويكشف السوء، ويفرج الهم والغم سبحانه وتعالى ، وعليها بالمواظبة على التحصينات الربانية والأذكار المقيدة والمطلقة، كما يشرع القيام بالرقية الشرعية حتى ولو لم يتأكد من كون الأخت مصابة بالفعل، وهذه الرقية يمكن أن يعملها المسلم لنفسه أو أن يسترقي بعض الرقاة المعروفين بتمسكهم بالسنة والبعد عن الشعوذة .

كما ننبه إلى أن مس الجن للإنس ثابت ، ولكن التوسع في هذا وعزو كل ما يصيب الإنسان من مرض إلى تلبس الجن أمر مذموم، فقد قال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله: فالقراءة على الذي أصابه مس من الجن تنفع ـ بإذن الله ـ ولكن لا ينبغي للإنسان أن يتوهم ويتخيل فكلما أصابه شيء قال هذا جن، وربما لو جاءه زكام قال: هذا جن، هذا غير صحيح، والإنسان إذا تخيل الأشياء صارت حقيقة، بل الآن لو تتخيل الشيء البعيد يتحرك وهو ساكن قلت: هذا يتحرك. انتهى.

ولا يجب الاغتسال إلا إذا كان الذي يخرج هو المني الذي يخرج بشهوة والمعروف بأوصافه التي بينها أهل العلم ويعقب خروجه فتور في البدن، قال النووي في المجموع:أما المذي فهو ماء أبيض رقيق لزج يخرج عند شهوة لا بشعور ولا دفق ولا يعقبه فتور وربما لا يحس بخروجه ويشترك الرجل والمرأة فيه. قال إمام الحرمين: إذا هاجت المرأة خرج منها المذي وهو أغلب فيهن من الرجال. وأما مني المراة فأصفر رقيق وقد يبيض بفضل قوتها، قال إمام الحرمين والغزالي: ولا خاصية له إلا التلذذ وفتور شهوتها عقيب خروجه ولا يعرف إلا بذلك، وقال الروياني: رائحته كرائحة مني الرجل فعلى هذا له خاصيتان يعرف بإحداهما. انتهى.

ولا خلاف بين الفقهاء في أن المني الخارج عند الشهوة موجب للغسل ، وإنما اختلفوا في المني الذي لا تصحبه الشهوة فالجمهور لا يرون وجوب الغسل منه وأوجب الشافعية الغسل من خروج المني على كل حال، وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة في الفتوى رقم: 17344 :إذا كان خروج المني دفقا بلذة، فإنه يجب عليك الاغتسال لكل مرة يخرج فيها على هذه الصفة، ولا تصح الصلاة بدونه، وإن كان خروج المني بدون لذة، فإنه يوجب الاستنجاء والوضوء فقط، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا فضخت الماء فاغتسل، وإن لم تكن فاضخا فلا تغتسل. رواه أحمد وأصله في الصحيحين وغيرهما، والفضخ خروجه بالغلبة، إلا إذا خرج المني من نائم، فإنه يجب عليه الاغتسال بكل حال... اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني