الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من قدم له شخص خدمة محرمة ولم يوفه حقه

السؤال

اتفقت مع شخص على أن يعمل لي شيئا بمقابل مادي وقمت بإعطائه الجزء الأكبر من المبلغ ولم أكمل له باقي المبلغ وفي تلك الفترة لم أكن ملتزما بتعاليم الدين . مع العلم أن العمل الذي قام به أشك بأنه حرام وهو تهريبي من بلد أوروبي إلى آخر ؟ سؤالي ماذا أفعل ؟ وإذا لم أستطع أن أصل للشخص المهرب فما الذي أفعله؟ وهل هذا يعتبر دينا ؟ نفس الذي قال عنه المصطفى يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلى فرض أن هذا العمل الذي قدمه إليك ذلك الرجل محرم فيلزمك أن تخرج المبلغ المتبقي في ذمتك فتتصدق به لأنك قد استوفيت عوضه ولو كان محرما؛ لما نص عليه أهل العلم من أنه لا يجمع في العقد المحرم بين العوض والمعوض عنه ، قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى: ومن باع خمرا لم يملك ثمنه، فإذا كان المشتري قد أخذ الخمر فشربها لم يجمع له بين العوض والمعوض، بل يؤخذ هذا المال فيصرف في مصالح المسلمين؛ كما قيل في مهر البغي وحلوان الكاهن وأمثال ذلك مما هو عوض عن عين، أو منفعة محرمة، إذا كان العاصي قد استوفى العوض. اهـ. ولا يكون ذلك من قبيل الدين المذكور لكنه من تمام التوبة وحسن الإنابة .
وأما حكم تهريب الأشخاص إلى تلك البلدان ، فانظر فيه الفتوى رقم: 73008.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني