الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قول الله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ...

السؤال

أين تكون الروح في الجسد؟ .. وهل يجوز القول إن مكان الروح في القلب ؟.. لما ورد من القران والسنة أن العقل في القلب والله يحاسب الناس على قلوبهم لا على أجسادهم فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ((إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )) والقلب في الأصل من الجسد والله لا ينظر إلى أجسادكم فهل قصد بالقلب هنا الروح ؟ وفي كثير من الآيات والأحاديث ورد ذكر القلب وتكون به أعمالنا وعقولنا ونيتنا وحتى مشاعرنا فهل قصد به الروح ؟ ... والآية {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} تدل على أن الروح وصفاتها من علم الله ولكن هل قصد به مكانها أيضا في الآية ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ماهية الروح وحقيقتها ومعرفة مكانها من الجسد من الأمور الغيبية . ولا ينبغي للمسلم الخوض فيها والبحث عنها لعدم الجدوى من ذلك.

فقد قال أهل التفسير عند تفسير قول الله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا {الإسراء:85}

قالوا: من الأمر الذي لا يعلمه إلا الله تعالى.. فقد سأل الكفار عن الروح ومسلكه في بدن الحي وكيف امتزاجه بالجسم واتصال الحياة به، وهو أمر عظيم، وشأن كبير لا يعلمه إلا الله تعالى، وقد أبهمه ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن حقيقة علم نفسه مع العلم بوجودها، وإذا كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا فهو بعجزه عن علم حقيقة الحق تبارك وتعالى أولى، وحكمة ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له دلالة على أنه عن إدراك خالقه أعجز. وفي الآية الكريمة ما يزجر الخائضين في شأن الروح المتكلفين لبيان ماهيته وإيضاح حقيقته أبلغ زجر، ويردعهم أعظم ردع. فالبحث في هذا المجال من العبث الذي يترفع عنه العقلاء، والفضول الذي لا ينفع في دين ولا دنيا، وقد بلغت أقوال المختلفين في الروح إلى ثمان عشرة مائة قولا، فانظر إلى هذا الفضول الفارغ والتعب العاطل عن النفع. اهـ ملخصا من تفسير القرطبي والشوكاني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني