الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين محبة الله جل وعلا ومحبة رسوله

السؤال

في البداية أقول جزاكم الله خيرا على الخدمة الرائعة، أدعو الله أن يعينكم ويوفقكم وكل ذلك في ميزان حسناتكم، والسؤال: كيف أحب الله وأحب رسول الله؟ و كيف أفرق بين حبي لله ولرسول الله؟ ومن يجب أن يحب أكثر، الله أم رسول الله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق بيان الأسباب الجالبة لمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في الفتاوى التالية أرقامها: 111261، 27513، 71891، 75172، 12185.

ويجب أن يكون المسلم محبا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم معا فيجمع بين الحب لهما، كما في حديث الصحيحين: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما....

ولكنه يجب أن يكون أشد حبا لله تعالى من حبه لما سواه من الخلق بما فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد دلت نصوص الوحي من القرآن والسنة على أن التسوية بين الخالق والمخلوق في المحبة شرك، فقد قال الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ {البقرة، 165}.

ويجب كذلك محبة الرسول صلى الله عليه وسلم حبا أكثر من حب جميع الخلق الآخرين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. رواه مسلم.

وعن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى اللهم عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى اللهم عليه وسلم: الآن يا عمر. رواه البخاري.

وأما عن الفرق بين حبك لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جاء في شرح فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ الغنيمان: يجب أن يفرق الإنسان بين محبة الله جل وعلا ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن محبة الله جل وعلا محبة عبادة وذل وخضوع، أما محبة الرسول صلى الله عليه وسلم فهي محبة تابعة لمحبة الله، لأن الله يحبه، ولأن الله أمر بحبه فهي محبة لله وفي الله، وليست محبة مع الله، لأن المحبة مع الله شرك، كما قال جل وعلا: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ {البقرة:165} وكذلك قال جل وعلا في الآية الأخرى مخبراً عن أهل الجحيم أنهم يعود بعضهم على بعضاً باللوم ويلوم بعضهم بعضا وهم في النار: تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ {الشعراء:97-98} يعني: يسوونهم برب العالمين في المحبة يحبونهم كما يحبون الله. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني