الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من لم يتسن له الزواج فليكثر من الصيام

السؤال

إنني أعيش في جحيم حقيقي من جهة أريد أن ألتزم بديني ومن جهة أخرى مفتون بالنساء .أصبحت لا أطيق صبرا . ولا يمكنني الزواج للعديد من الأسباب المادية.وأمام الله. وأمام كل النساء أقسم بالله أنني لن أغفر ولن أسامح أي فتاة أو امرأة فتنتني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا شك أن الزواج هو أحسن وسيلة لإرواء الغريزة وإشباعها، فبه يهدأ البدن وتسكن النفس وتنكف الجوارح عن التطلع إلى الحرام. وهذا ما اشارت إليه الآية الكريمة:وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا [الروم:21].
وقد ذكر الفقهاء أن الزواج قد يتحتم على من قدر عليه وتاقت نفسه إليه وخشي على نفسه من الزنا. يقول القرطبي : المستطيع الذي يخاف على نفسه ودينه من العزوبة ولا يرتفع عنه ذلك إلا بالزواج لا يختلف في وجوب التزويج عليه، فإن تاقت نفسه إليه وعجزت عن الإنفاق على الزوجة فإنه يسعه قول الله تعالى:وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:33]. وفي حالة ما إذا لم يتسن له الزواج فليكثر من الصيام لما رواه الجماعة عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
وبناء على ما سبق فإن على السائل أن يتقي الله تعالى ويتزوج، فإن لم يستطع ذلك فعليه بالصيام وشغل نفسه بأمور أخرى من دراسة ومطالعة وممارسة الرياضة حتى يخف عامل الشهوة إلى أن ييسر الله له الزواج.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني