الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوج ضحية زوجة لا تخاف الله

السؤال

تزوجت من فتاة مصرية بعقد زواج لدى محامي وشهود وتقدمت للمحكمة لتوثيق العقد وسافرت معي إلى الأردن وعادت لمصر لمتابعة الأمور وأعطيتها مبلغ 12000جنيه وهدايا وتذكرة طيران للعودة واستغلت أنني فلسطيني ولم أستطع الحصول على تأشيرة لدخول مصر ووقعت ضحية لعملية نصب واحتيال وسحبت الأوراق من المحكمة والمحامي والآن تقوم هي وأهلها بتهديدي بإيصال أمانة كنت قد كتبتها كمؤخر لها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كنت قد عقدت على هذه المرأة عقداً شرعياً مستوفياً للشروط، وهذا الذي ظهر لنا من السؤال ومن توثيق المحكمة للعقد، فإن هذه المرأة زوجة لك.
ولا يجوز لها الامتناع من الرجوع إليك، ولا يحل لأحد أن يتزوجها حتى تطلقها وتعتد منك.
ولكن هذه الأحكام وقولنا يجوز ولا يجوز كل ذلك إ نما يوجه لمن كان يخاف الله ويرجو ثوابه، وأما من لا دين له فلا يبالي بذلك.
ولعلك كنت تسبح في بحر هواك غافلاً عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فاظفر بذات الدين تربت يداك".
والآن عليك أن تتجرع مرارة ما قدمت، وغير أهل الدين لا يتعاملون إلا تحت مبدأ: القانون لا يحمي المغفلين.
والخلاصة: هي أننا نرى أن توكل محامياً أو شخصاً آخر لاستخراج أوراق من المحكمة الشرعية تثبت أنك زوجاً لهذه المرأة كبدل فاقد من العقد، وعليك أن ترفع قضيتك إلى المحكمة بطريق محام في الداخل، أو بما يشير عليك به محام ثقة، فإنهم يدركون المداخل والمخارج في قوانين المرافعات.
وننصحك قبل ذلك وبعده بالرجوع إلى الله عز وجل، والإكثار من دعائه، والتوبة من معاصيه الصغير منها والكبير، فإن الله عز وجل قد وعد المتقين ووعده لا يخلف، فقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق:2-3].
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني