الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إجراء عقد النكاح عبر الإنترنت

السؤال

أبلغ من العمر 23 سنة، تعرفت على فتاة من السعودية وأنا من سوريا منذ سنة تقريبا، وأحببتها لدرجه أنها أصبحت جزءا من حياتي وهي تبادلي نفس الشعور وأكثرعلى علم من أهلها تقريبا جميعهم، وأهلي يعلمون بالقصة أيضا، لكنني أقع في مشكلة وهي أنني لا أستطيع السفر لمدة سنتين تقريبا لكي أتزوجها، فهل يجوز كتب عقد نكاح بيني وبينها ونصبح متزوجين عن طريق مراسلة الفيديو؟ لأنني متخوف من فقدانها وإجبارها على الزواج، أريد أن أضمن أن العلاقه التي بيننا ستستمر بشكل شرعي، وأريد أيضا أن تستمر علاقتنا بشكل لا يحرمه الله، لأن أغلب كلامنا بالفديو صوت وصورة، وعمرها 22سنة، فهل يجوز عقد النكاح عن طريق شيخ شرعي يراها وتراه عبر الأنترنت وأستطيع أن أؤمن شهودا أيضا عندي وعندها رجال لا نساء أقرباء لي؟ وآسف على الإطالة، أرجو مساعدتكم لما فيه الخير والصلاح، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولا أنه يجب على المتحابين أن يعف كل منهما نفسه عن الوقوع مع الآخر فيما حرم الله، من النظر ونحو ذلك، فالواجب عليكما التوبة مما وقع من ذلك في الماضي وعدم العود لمثله في المستقبل حذرا من الوقوع في حبائل الشيطان وأسباب الفتنة، وراجع الفتوى رقم:4220، وهي عن الحب قبل الزواج، وقد بينا فيها أن النكاح من أفضل ما يرشد إليه المتحابان.

وبخصوص إجراء عقد النكاح عبر الأنترنت أو نحوه من الوسائل فقد سبق لنا أن أصدرنا فتاوى في عدم صحة إجراء عقد النكاح عبر وسائل الاتصال الحديثة كالإنترنت والهاتف، وبينا أن مجمع الفقه الإسلامي لم يجز إجراء عقد النكاح بها، ولكن بإمكان الولي أن يوكل شخصا يحضر العقد ويتولى عنه الإيجاب، كما يمكن للخاطب أن يوكل من يتولى عنه الإيجاب، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 96558، 124379، 57956.

هذا مع العلم بأن الولي من أهم شروط النكاح وكذا الشهود، ويشترط حضورهم في مجلس العقد، ولا يلزم أن يوجد شهود من قبل الزوج وشهود من قبل الزوجة، فإذا تيسر لك الزواج منها فالحمد لله، وإلا فاقطع كل علاقة لك بها، وسل الله تعالى أن ييسر لك من هي خير منها، ولا تيأس فالنساء غيرها كثير، ولمعرفة كيفية علاج العشق راجع فتوانا بالرقم: 9360.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني