الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البنت إن رضعت مع شخص فهل يصبح إخوته إخوة لها من الرضاع

السؤال

عندي أخ من الرضاعة وأقابله وأسلم عليه ولا أسلم على إخوانه، فهل يعتبرون إخوة لي؟ وهل علي صلة والدهم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالرضاع يثبت به من التحريم ما يثبت بالنسب، قال صلى الله عليه وسلم: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب. متفق عليه.

وإذا كنت تقصدين بأخوة الرضاع للشخص المذكور أنك قد اشتركت معه الرضاع من أمه، فالجواب أنك برضاعك من أمه قد صرت أختا من الرضاع لجميع إخوته، وبالتالي يجوز لك السلام على الجميع وخلع الحجاب بحضورهم وأن يروا منك ما يراه الرجل من محارمه من النساء كالرأس والرقبة، والكفين والقدمين، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 32918.

لكن لا تجب عليك صلة أبيهم الذي هو أبوك من الرضاع، فالصلة إنما تجب في بعض الأقارب من جهة النسب، وقد ذكرنا تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 11449.

وإن كانت أخوة الرضاع سببها أنه قد رضع من أمك أو أنك وإياه قد اشتركتما الرضاع من امرأة أجنبية، فإن التحريم حينئذ يختص بالمرتضع نفسه دون إخوته، جاء في شرح الدردير ممزوجاً بمختصر خليل المالكي: وقدر الطفل الرضيع خاصة دون إخوته وأخواته ولداً لصاحبة اللبن ولصاحبه زوج أو سيد فكأنه حصل من بطنها وظهره. انتهى.

وبالتالي، فإن إخوته الباقين ليسوا بإخوة لك من الرضاع إذا لم يثبت بينكما سبب محرمية من جهة أخرى، مع التنبيه على أن الرضاع الذى يثبت به التحريم لا بد أن يكون خمس رضعات مشبعات على القول الراجح، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 52835.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني