الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلاق المصاب بالوسواس القهري

السؤال

بالله عليك اقرأ رسالتي كنت أقرأ في فتاوى الطلاق فقرأت فتوى بأن امرأة قالت لزوجها طلقني فقال لها أنا موافق وبعدها مباشرة تخيلت نفس الحوار دار بيني وبين زوجتي في نفسي دون أن أتلفظ به وقالت لي طلقني وأجد هواء يخرج من أنفي مثل الزفير أسمعه بأذني كأنني أقول موافق، والسؤال هنا: هل سأحاسب على هذا الصوت وهو صوت الهواء الذي يخرج من أنفي علما بأن لساني لم يتحرك؟
الأمر الثاني أنني مبتلى بوسواس قهري منذ عامين بشهادة الأطباء والعلماء حتى إنني أكاد أهلك من شدة الوساوس ولا أستطيع التكلم مع زوجتي ولا أستطيع أن أرد عليها حتى لا أقع في الطلاق وأتحرى كل لفظ يخرج مني هل يدل على الفرقة أم لا؟ فإن دل على الفرقة أقع في هم لا يعلم مداه إلا الله حتى الحديث مع أصحابي أفكر في كل كلمة أنطقها وأسكت أحيانا عن الكلام خشية أن يوقعني اللفظ في الطلاق وأحيانا تصدر من فمي أصوات نتيجة احتكاك لساني بفمي، وتأتيني نية الطلاق رغما عني مع كل كلمة أتكلم بها، اتصلت بكل الدعاة الذين أعرفهم أكثر من مرة حتى نهرني بعضهم، وزوجتي بكت مني وقالت إن لم تنته سأترك المنزل، فأنا في ضيق شديد، وكثيرا ما أقرأ فتاوى الطلاق ليطمئن قلبي فيزداد الأمر سوءا، وأحيانا لا أذوق الطعام والشراب من شدة الهم الذي لحق بي، حتى إنني أكره كلمة الطلاق ولا أحب سماعها أو التكلم بها ولو تحدث بها أحد يأتيني هم شديد وغم عظيم، حتى إنني عندما أقرأ وردي من القرآن وآتي عند سورة الطلاق أحزن وأغتم، فماذا أصنع؟ أفيدوني يرحمكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصحك أولا بالالتجاء إلى الله تعالى والتضرع إليه أن يذهبه عنك، فالله سبحانه مجيب المضطر وكاشف الضر، فهو القائل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.

وعليك بالرقية الشرعية فهي من أفضل السبل للعلاج، وانظر للأهمية الفتوى رقم: 3086.

وكذا ننصحك بمواصلة العلاج لدى الأطباء المختصين عسى الله أن يذهب عنك هذا البلاء، ونوصيك بالإعراض ومدافعة أي خواطر تنتاب قلبك بشأن الطلاق أو غيره، فمن وصل به الوسواس إلى مثل حالتك لا يقع طلاقه ولو تحرك به لسانه فضلا عن أن يكون مجرد هواء خرج من أنفه، فالزوجية ثابتة بيقين فلا تزول بمجرد الشك، وراجع الفتوى رقم: 169541.

واحرص على استئناف حياتك مع زوجتك وأصحابك بشكل طبيعي واجتهد في ذلك أشد الاجتهاد، فهذا يعينك كثيرا في الشفاء من هذا البلاء بإذن رب الأرض والسماء، لتغيظ الشيطان وترد عليه كيده، فإنه يريد أن ينكد عليك حياتك ويوقعك في الهموم والأحزان، قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {فصلت:36}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني