الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تبطل الصلاة إن سجد على بعض عضو السجود لا كله

السؤال

في سجودي للصلاة أضع رجلي على الأرض، وفي بعض الأحيان يرتفع أصبع بدون قصد، أو أرفع أصبعا ويبقى أصبعان على الأرض، فهل سجودي وصلاتي صحيحان أم أعيدها؟ وذات مرة سجدت في صلاة الفجر وكانت حديدة مثبتة بالأرض وجاءت ركبتي في الأرض وبعضها فوق الحديدة، فهل صلاتي صحيحة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالسجود مطلوب على الأعضاء السبعة امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة ـ وأشار بيده إلى أنفه ـ واليدين والركبتين وأطراف القدمين. متفق عليه، واللفظ للبخاري.

وجمهور أهل العلم على أن السجود على هذه الأعضاء مستحب وليس بواجب خلافا للحنابلة، كما تقدم في الفتوى رقم: 106012.

ومن سجد على أصبع واحدة من قدمه فإنه يكون قد امتثل الأمر بالسجود على الأعضاء السبعة، ففي مطالب أولى النهى للرحيباني: ويجزئ بعض كل عضو في السجود عليه، لأنه لم يقيد في الحديث في الكل. انتهى.

وفي البحر الرائق لابن نجيم الحنفي: ويكفيه وضع أصبع واحدة، فلو لم يضع الأصابع ورفع ظهر القدم، فإنه لايجوز. انتهى

وعلى هذا، فإن صلاتك صحيحة حتى عند القائلين بوجوب السجود على الأعضاء السبعة.. كما تصح صلاتك أيضا إذا وضعت جزءا من ركبتك على حديدة أو غيرها أثناء السجود فإنه لا يجب أن تباشر الأرض بركبتيك، جاء في كشاف القناع ممزوجا بمتن الإقناع للبهوتي الحنبلي: ولا يجب عليه ـ أي: الساجد ـ مباشرة المصلى بشيء منها أي: من الأعضاء المذكورة حتى الجبهة، أما سقوط المباشرة بالقدمين والركبتين فإجماع، لصلاته صلى الله عليه وسلم في النعلين والخفين، رواه ابن ماجه من حديث ابن مسعود. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني