الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلام أهل العلم عن أفضلية اللغة العربية واسم الجلالة (الله)

السؤال

هل اللغة العربية هي أفضل لغة خلقها الله؟ وهل كلمة: الله ـ هي أفضل كلمة وأفضل اسم خلقه الله، ولذلك اختاره لنفسه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب أن اللغة العربية هي لغة أفضل كتاب أنزل، ولسان أفضل نبي أرسل، وقد قال الله تعالى في كتابه: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ { النحل:103}.

قال ابن تيمية رحمه الله: اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً، ويؤثر أيضاً في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب. اهـ

فمن هذا يتبين لك فضل اللغة العربية على سائر اللغات واللهجات، وأنه ينبغي للمسلم أن يحبها أكثر مما يحب أية لغة أخرى.

أما لفظ الجلالة: الله ـ فهي أفضل كلمة في الوجود، فقد تميز عن غيره من أسماء الله سبحانه وتعالى بخصائص كثيرة ومنها كونه علم على الذات العلية الواجبة الوجود المستحقة لجميع المحامد، أنزله على آدم في جملة الأسماء وهو أشهر أسمائه ولهذا تأتي بعده أوصافا له، وقد قبض الله تعالى عنه الألسن فلم يسم به سواه عز وجل، قال تعالى:هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا {مريم:65 } أي هل تعلم أحدا تسمى الله، استفهاما بمعنى النفي، وقد ذكر في القرآن الكريم ألفين وثلاث مائة وستين مرة، وهو أعرف المعارف وأتمها. نقلا عن مقدمة الإتقان والأحكام بتصرف.

ومن خصائصه أيضا كونه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، فالراجح من أقوال العلماء ـ والله أعلم ـ أن اسم الله الأعظم هو: الله ـ وذلك لثبوته في أغلب الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان الاسم الأعظم، قال ابن عابدين في رد المحتار: وروى هشام عن محمد عن أبي حنيفة أنه اسم الله الأعظم، وبه قال الطحاوي وكثير من العلماء. انتهى.

ومن خصائصه أنه أبر أسماء الله تعالى وأجمعها، قال القرطبي: الله: هذا الاسم أبر أسمائه سبحانه وأجمعها.

وقال ابن كثير: الله: علم على الرب تبارك وتعالى.

وقال في المقصد الأسنى: واسم الله أعظم أسماء الله التسعة والتسعين، لأنه أخص الأسماء، إذ لا يطلقه أحدُ على غيره لا حقيقة ولا مجازاً، وسائر الأسماء قد يسمى بها غيره كالقادر والعليم والرحيم وغيره، ولأجل هذه الخصوصية توصف سائر الأسماء بأنها اسم الله عز وجل فيقال الصبور والشكور والملك والبار من أسماء الله، ولا يقال الله من أسماء الصبور والشكور لأن ذلك من حيث هو أدل على كنه المعاني الإلهية وأخص بها، فكان أشهر وأظهر فاستغني عن التعريف بغيره وعرف غيره بالإضافة إليه. انتهى.

وأما ما جاء في سؤالك من أن اسم الله أفضل اسم خلقه الله، فلا يجوز قول هذا، لأن أسماء الله تعالى الحسنى وصفاته العليا غير مخلوقة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني