الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل التداوي ينافي الرقية الشرعية؟

السؤال

هل من ذهب إلى المستشفى حين لدغته عقرب أو حية بدل أن يرقي نفسه بالماء المالح وقراءة المعوذتين يعتبر كافرا؟ وهل يعتبر من فعل هذا ممن اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من هديه؟ الرجاء الإجابة مع الدليل، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى فائدة حول هذه المسألة الفتورى آله وصحبه، أما بعد:

فليس في مجرد الأخذ بأسباب العلاج كفر ولا اعتقادُ أفضيلةٍ على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، بل إن الله تعالى شرع التداوي من الأمراض، حيث لم ينزل داءً إلا جعل له دواءً، ففي سنن الترمذي عن أسامة بن شريك قال: قالت الأعراب: يا رسول الله ألا نتداوى؟ قال: نعم عباد الله، تداووا، فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له شفاءً إلا داءً واحدا، قالوا: يا رسول الله وما هو؟ قال: الهرم.

وقد ثبت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتداوى، وأصحابه كانوا يتداوون، ولا منافاة إطلاقا بين التداوي والأخذ بأسباب العلاج، وبين الرقية الشرعية، ولا نعلم أحدا من أهل العلم قال بوجوب الأخذ بالرقية والإعراض عن ما سواها، فإياك إياك أخانا والتشدد في غير موطنه، والغلو في الدين، والتنطع فيه، فإن دين الله يسر، لا إفراط فيه ولا تفريط.

واعلم أن الرقية بالماء المالح التي أشرت إليها في سؤالك لا نعلم فيها شيئا ثابتا أو منقولا عن السلف، وراجع لمزيد فائدة حول الرقية بالماء الفتوى رقم: 128143.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني