الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاتفاق في الاسم لا يلزم منه الاتفاق في الحقيقة

السؤال

هل من محظور في العبارة التالية: إن صفات الله ـ تبارك وتعالى ـ لا تشبه صفات المخلوقين بأي وجه من الوجوه إلا في الاسم فقط؟ أتمنى اعتماد هذا السؤال بهذه الصيغة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فلا شك أن الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير, ومن شبه الله بخلقه فقد كفر، كما قال شيخ البخاري نعيم بن حماد الخزاعي: من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله نفسه ورسوله تشبيهاً. اهــ.

والعبارة المذكورة في السؤال لا غبار عليها فيما نرى، إذ المقصود منها هو أن صفات الله تعالى لا تشبه صفات المخلوق، لكن وقعت الموافقة في اسم الصفة فقط, ومجرد الاتفاق في الاسم لا يلزم منه مماثلة المسمى, قال الشيخ ابن عثيمين في مجموع فتاواه: الاتفاق في الاسم لا يلزم منه الاتفاق في الحقيقة. اهــ.

على أننا ننبه إلى أن التعبير بنفي المماثلة أفضل من التعبير بنفي التشبيه، كما قرره الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ حيث قال: والتعبير بنفي التمثيل أحسن من التعبير بنفي التشبيه، لوجوه ثلاثة:

أحدها: أن التمثيل هو الذي جاء به القرآن وهو منفي مطلقا، بخلاف التشبيه، فلم يأت القرآن بنفيه.

الثاني: أن نفي التشبيه على الإطلاق لا يصح، لأن كل موجودين فلا بد أن يكون بينهما قدر مشترك يشتبهان فيه ويتميز كل واحد بما يختص به، فالحياة مثلا وصف ثابت في الخالق والمخلوق، فبينهما قدر مشترك، ولكن حياة الخالق تليق به وحياة المخلوق تليق به.

الثالث: أن الناس اختلفوا في مسمى التشبيه، حتى جعل بعضهم إثبات الصفات التي أثبتها الله لنفسه تشبيها، فإذا قلنا من غير تشبيه، فهم هذا البعض من هذا القول نفي الصفات التي أثبتها الله لنفسه. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني