الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الله تعالى أكبر من أن يقاس بخلقه أو أن تقارن صفاته بصفاتهم

السؤال

ما حكم قول إن الله ورسوله صادقان في قولهما، لكن الله أصدق من رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؟ أفتوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فشأن الله تعالى أكبر من ذلك وأجل، والله تعالى لا يقاس بخلقه ولا تقارن صفاته بصفاتهم ولا يمكن لعاقل يدري ما يقول أن يعقد موازنة بين الله تعالى وبين أحد من خلقه كائنا من كان، فالله تعالى ليس كمثله شيء، وهو سبحانه متصف بكل كمال منزه عن كل نقص، جاء في سنن أبي داود عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال يا رسول الله جهدت الأنفس وضاعت العيال ونهكت الأموال وهلكت الأنعام فاستسق الله لنا فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك أتدري ما تقول؟ وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك، ويحك أتدري ما الله؟ إن عرشه على سماواته لهكذا وقال بأصابعه مثل القبة عليه وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب. والحديث حسنه الحافظ الذهبي وضعفه الألباني.

هذا، والنبي صلى الله عليه وسلم أصدق البشر قاطبة وهو صلوات الله وسلامه عليه لا ينطق عن الهوى، والذي كمله وفضله على سائر الخلق وحباه هذه الفضائل والميزات إنما هو الله سبحانه، فكيف يتفوه إنسان بهذا الكلام الساقط المنكر الذي يريد فيه عقد مقارنة بين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فالواجب على قائل هذا الكلام أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن يفرق بين ما لله من وجوب التعظيم والإجلال والتنزيه عن مماثلة المخلوقين ووجوب صرف جميع العبادات له وحده، وبين ما للرسول من وجوب تصديقه في جميع ما بلغه عن ربه واتباعه في جميع ما أمر به والانتهاء عما نهى عنه، والاقتداء بسنته وتعزيره وتوقيره والتأدب معه صلوات الله وسلامه عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني