الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يعتمد على تصحيح وتضعيف الأحاديث في موسوعة الحديث بإسلام ويب

السؤال

هل يجوز الاعتماد على تصحيح وتضعيف أسانيد الأحاديث في موسوعة الحديث بإسلام ويب، لأنكم ضعفتم حديث المعازف في صحيح البخاري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فموسوعة الحديث التي في موقعنا يمكن الاستفادة منها في تقريب البحث واختصاره، ولكن لا ينبغي أن يقتصر على حكمها على الأحاديث صحة وضعفا في كل موطن، لكونها ما زالت في طور التجربة، ولا تخلو من الأخطاء التي قد تكون ناتجة عن خلل في البرمجة ونحو ذلك، كالخلط بين أسماء الرواة الضعفاء والموثوقين, وخير مثال على ذلك حديث المعازف الذي أشار إليه السائل, فالحديث رواه البخاري في صحيحه من طريق صحيح، أحد رواته عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ وهو ثقة من العلماء العاملين, ولكن عند تخريج الحديث في الموسوعة حصل استبدال لاسم هذا الراوي براو آخر ضعيف وهو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم, وهو متهم بالكذب, ونتيجة لهذا الخلط جاء حكم الموسوعة على الحديث بأن إسناده شديد الضعف !! ، فيه راو متروك الحديث وهو عبد الرحمن بن يزيد السلمي ! ولا شك أن هذا خطأ فاحش، فينبغي عدم الاقتصار على أحكام الموسوعة، وإنما يكتفى بالاستفادة منها في سرعة البحث، ولكن لا بد من التحقق بعد ذلك.

فإذا تبين هذا، وأنها موسوعة إلكترونية عرضة للخلل، فإنه لا ينبغي القول بأننا حكمنا بضعف حديث المعازف, بل حكمنا بصحته في عدة فتاوى ورددنا على من حكم بضعفه من العلماء كابن حزم رحمه الله تعالى, وانظر لذلك الفتوى رقم: 99615عن منزلة أحاديث الصحيحين ومدى صحة حديث المعازف, والفتوى رقم: 50253 بعنوان: { حديث هشام بن عمار في المعازف صحيح } , والفتوى رقم: 35708 في مناقشة الشيخ الغزالي في إباحته الغناء والرد عليه في تضعيفه لحديث المعازف، وكذا الفتوى رقم: 150349, ولنا عشرات الفتاوى في تحريم المعازف والتي استدللنا فيها بحديث البخاري هذا.


والله تعالى أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني