الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شروط جواز الحصول على الجنسية الكافرة

السؤال

إخواني الأعزاء: أنا شاب أريد اللجوء مع عائلتي إلى أمريكا للحصول على الجنسية، حيث إنه من الصعب علي العودة إلى بلدي ـ العراق ـ بسبب الأحول الأمنية الصعبة، كما وأنه لا يخفى عليكم أن الجنسية العراقية أصبحت منبوذة للأسف ولا تقبل الدول دخول العراقيين إلا بالتأشيرة ـ الفيزا ـ والتي يصعب الحصول عليها، كما أنه من الصعب الحصول على الإقامة في البلد العربي الذي أعيش به، وإنني والله أهدف للحصول على الجنسية الأمريكية من أجل أن أتمكن من الدخول والعيش في بلد خليجي ولا أريد أن أتزوج إلا في بلد مسلم لكي يتربى أولادي على الأخلاق الإسلامية، وإني سأتقدم لجامعة في أمريكا للدراسة فيها هناك واتضح ولله الحمد أن فيها مركزا إسلاميا ومصلى لكي يتمكن المسلمون من أداء صلواتهم أثناء الدوام في الجامعة، وهذا أفرحني كثيرا، كما أنه يمكننا إظهار شعائر ديننا في الولاية التي سنذهب إليها، وأقاربي يعيشون فيها ونساؤهم يرتدون الحجاب ولا يتعرضن للمضايقات، أعود وأؤكد أن الهدف من السفر إلى تلك الدولة هو الحصول على شهادة عليا والجنسية لأتمكن من الدخول إلى الدول الإسلامية مع عائلتي بسهولة والعمل بها، لأنني أخاف الله ولا أريد أن أعمل في الدول الكافرة، لأن فيها الربا وما شابه ذلك من المحرمات، فهل يجوز لي الذهاب إلى هناك أم أنه ردة عن الدين؟ وهل إذا قمت بالقسم على احترام قوانين الدولة والولاء لها بدون رضا من قلبي للحصول على الجنسية تعد ردة عن الدين الحنيف؟ وأنا أعلم علم اليقين أن حكم الله هو الحق وشرع الله هو من يجب أن يحكم، فأرجو أن تدرسوا موقفي جيدا وأكرر أن الهدف من الحصول على الجنسية الأمريكية هو أن أتمكن من الدخول والعيش في دولة إسلامية حيث إن الجنسية العراقية شبه منبوذة والجنسية الأمريكية تسهل العمل والانتقال إلى الدول الخليجية، فما هو الحكم الشرعي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يفرج عن إخواننا في العراق وأن يصلح أمور المسلمين جميعا، واعلم أنه لا يجوز التجنس بجنسية دولة كافرة ما لم تكن هناك ضرورة أو مصلحة شرعية راجحة تدعو إلى ذلك، كأن يضيق على مسلم في بلده بغير حق، ولا يجد بلدا مسلما يأوي إليه، وتقدم بسط ذلك في الفتويين التاليتين: 44653، 26795.

فإذا كان حالك كما ذكرت من حال الضرورة ولم تجد بلدا مسلما يستقبلك وكنت تستطيع أن تحافظ على دينك فلا حرج ـ إن شاء الله ـ عليك في التجنس بجنسية أمريكا بنية الإقامة بها مؤقتا حتى تتمكن من الإقامة ببلد مسلم، وقد سئل الشيخ عبد الله بن جبرين ـ رحمه الله: ما حكم الحصول على الجنسية الكافرة؟. فأجاب بقوله: من اضطر إلى طلب جنسية دولة كافرة كمطارد من بلده ولم يجد مأوى فيجوز له ذلك بشرط أن يظهر دينه، ويكون متمكنا من أداء الشعائر الدينية، وأما الحصول على الجنسية من أجل مصلحة دنيوية محضة، فلا أرى جوازه. اهـ.

وأما عن القسم المذكور فيجوز في حال الضرورة المبيحة لأخذ جنسيتهم، ويتعين على المسلم أن ينوي قصر الولاء على ولاء مسلميهم، والسعي في مصلحة البلد بهداية أهله ودخولهم في الإسلام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني