الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قطع الإحسان عمن يشاهد المسلسلات

السؤال

تعرفت على أخت لي من بلد عربي شقيق عن طريق موقع جوجل إجابات، ومن خلال سؤال كانت تسأله عن كيفية تدريس مادة ما لأولادها فأعانني الله وأفدتها، وبعدها بدأت تتابع نشاطي من أسألة وأجوبة على الموقع، علما بأن اهتماماتي هي مادة الرياضيات والفيزياء والشأن العربي، وفي إحدى المرات بعثت لي رسالة تشكو من بخل زوجها..إلخ وأنها لا تملك إلا رداء واحدا ترتديه في أي مناسبة وكل حين، فجعلني الله واسطة كي أرسل لها بعض الثياب والحقائب وانقطعت بعدها فترة عن الموقع، وبعد عدة أشهر دخلت فوجدت رسالة منها أنها بحاجة إلى ملابس أخرى وحذاء وخلافه، لأنها ستحضر 3 مناسبات مختلفة، فطلبت حتى ولو رداء واحدا ولكن لاحظت من اهتماماتها عبر الموقع، مسلسل يوسف الصديق، وما شابهه وقرأت سؤالا لها عن رأي زوار الموقع في مسلسل يوسف الصديق ولها تعليق بأنها معجبة بالممثل كشكل، ولم ألاحظ لها أي اعتراض على المسلسل ككل أو كيف يتم تجسيد نبي من أنبياء الله؟ علما بأنني لم ولن ـ بحول الله ـ أشاهد أيا من هذه الأعمال التي يجسد فيها الأنبياء والصحابة، والسؤال: هل أساعدها أم لا؟ لأنه يساورني شك بأنها ليست مسلمة على حق، وأنا لا أنفي أنها مسلمة ولكن من المؤكد أنه يوجد من هم أحق منها للمساعدة. وجزاكم الله خيرا ونفع بكم. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه في دينكم وخواتيم أعمالكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا غلب على ظنك أن هذه الأخت محتاجة للمساعدة فلا ننصحك بالتوقف عن تقديم العون لها، وكونها تتابع المسلسل المذكور أو تبدي إعجابها بشكل الممثل المعين، فكل هذا ليس بمانع شرعا من إعانتها، ولكن ينبغي أن تستغلي ذلك في الإحسان إليها من جهة أخرى وهي بذل النصح لها ودعوتها إلى الخير عسى أن يجعلك الله تعالى سببا في هدايتها وتوبتها من مثل ذلك، فالإحسان مفتاح من مفاتيح القلوب، وسبيل للوصول إليها والتأثير عليها، ولقد أحسن وصدق من قال:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان.

ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 27535.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني