الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بأس باستبدال صوم النفل بما ينشط له العبد من قربات أُخَر

السؤال

أنا شخص يريد التقرب إلى الله عز وجل بصوم النوافل، فيوم خميس أو الإثنين أود أن أصومهما ولكنني أفطرهما، وتأتي أيام أصوم فيها
وعندما أصوم أشعر بأن مزاجي تغير سلبياً كلياً، وبدأ جسمي يهزل، بل يتعدى ذلك إلى حب الخمول والكسل الشديد والنعاس المتواصل وينسحب ذلك على وظيفتي حيث أكون كسلاناً ولا أقوم بالأعمال بنشاط وخفة كما في باقي الأيام، وسؤالي هو: هل يجوز لي أن أخرج جزءا من مالي وأنوي به بدل الصيام التطوعي لأكسب أجر الصيام؟ أم ماذا أفعل؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشكر الله لك حرصك على الخير، وسعيك في التقرب إلى الله تعالى، ونسأله سبحانه أن يتقبل منك عملك الصالح، وهمتك في فعل الخير، أما ما سألت عنه من تأثير الصيام عليك سلبا فإننا نقول: إن الله تعالى فتح لعباده أبوابا كثيرة، ووجوها منوعة من الخير، وجعل الأعمال كالأرزاق، فرب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصيام، ورب رجل فتح له في الجهاد ولم يفتح له في الصدقة، والذي ينبغي على العبد أن يجتهد فيما يسر الله من وجوه الخير، ويشتغل به عما عسر عليه.

وعلى هذا؛ فإذا كان الصوم يؤثر عليك بما ذكرت، فلك ـ إن شاء الله تعالى ـ أجر الهمة والعزم، وعليك أن تستبدله بما تنشط له من العبادة كالصدقة وبذل المال في وجوه الخير، وغير ذلك من أعمال البر التي تجد عليها طاقة، وقد كان ابن مسعود يقل من الصوم ويقول: إنه يمنعني من قراءة القرآن.

قال ابن رجب: فأفضل الصيام أن لا يضعف البدن حتى يعجز عما هو أفضل منه من القيام بحقوق الله تعالى أو حقوق عباده اللازمة، فإن أضعف عن شيء من ذلك مما هو أفضل منه كان تركه أفضل.

ولكن إن أخرجت المال فأخرجه بنية الصدقة، لا بدلا عن الصيام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني