الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المبادرة بالزواج أولى من تأخيره لغير حاجة

السؤال

لدي سؤالان: الأول: أريد الزواج في السنة القادمة ـ إن شاء الله ـ وقدمت طلبا للالتحاق بإحدى الجامعات، وإذا وفقني الله بالقبول هنالك فلن أرجع إلا بعد سنتين ـ إن شاء الله ـ فهل أتزوج وأنا غير موجود في بلدي؟ أم أنتظر الرجوع ثم أتزوج؟ أشيروا علي فإني حائر، والثاني: صليت الوتر فنسيت الجلوس بعد ركعتي الشفع فواصلت الركعة الثالثة وقبل السلام سجدت سجدتي السهو، فهل ما فعلته صحيحا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المبادرة بالزواج عموما والمسارعة إليه أمر مطلوب، لما فيه من وجوه حفظ الدين، من غض البصر وتحصين الفرج وإعفاف النفس، وسد أبواب الفتن، وغير ذلك من تحقيق المصالح العاجلة والآجلة، غير أن الأمر في هذا التعجيل يخلتف باختلاف الناس والأعراف، فالحكم فيه على البت يقتضي معرفة حال الشخص وعرف البلد، فأنت تنظر لنفسك وتفعل الأصلح من ذلك، بعد الاستشارة والاستخارة، فما خاب من استشار ولا انقطع حبل من استشار، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 45696.

وأما ما سألت عنه من أمر الوتر: فإن صلاتك صحيحة ـ إن شاء الله تعالى ـ وسجودك للسهو وارد، لأنك نقصت الجلوس بعد الركعتين والتشهد فيه، جاء في فتاوى ابن عثيمين ما نصه: سئل فضيلة الشيخ جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء: عن رجل يصلي الليل، وصلاة الليل مثنى، مثنى، فقام إلى ثالثة ناسياً، فماذا يفعل؟ فأجاب فضيلته بقوله: يرجع فإن لم يرجع بطلت صلاته، لأنه تعمد الزيادة، ولهذا نص الإمام أحمد على أنه إذا قام في صلاة الليل إلى ثالثة فكأنما قام إلى ثالثة في صلاة الفجر يعني إن لم يرجع بطلت صلاته، لكن يستثنى من هذا الوتر، فإن الوتر يجوز أن يزيد الإنسان فيه على ركعتين فلو أوتر بثلاث جاز، وعلى هذا، فإن الإنسان إذا دخل في الوتر بنية أن يصلي ركعتين ثم يسلم ثم يأتي بالثالثة، لكنه نسي فقام إلى ثالثة بدون سلام، فنقول له أتم الثالثة، فإن الوتر يجوز فيه الزيادة على ركعتين. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني